موقع المجلس:
بدعوة من السيدة جودي سكرو عضوة بارزة في البرلمان من الحزب الحاكم في كندا ووزيرة المواطنة والهجرة (2005-2003) عقد اجتماع في البرلمان الكندي الثلاثاء 5 ديسمبر لمناقشة وضع انتهاكات حقوق الإنسان في إيران في ظل حكم الملالي.
وأشار المتكلمون إلى الأزمة الحالية في الشرق الأوسط، الدور المدمر لنظام الملالي في انتشار الإرهاب والتطرف، معتبرين إياه كمحاولة من قبل الفاشية الدينية للتغطية على القمع المتزايد داخل إيران ومواجهة الوضع المتفجر للمجتمع.
وترأست السيدة جودي سكري هذا الاجتماع الذي عقد بمشاركة عدد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ ومستشاريهم.
وأشار المتكلمون في الاجتماع إلى دور قوات الحرس التابعة للنظام الإيراني في القمع الداخلي ونشر الإرهاب، وطالبوا بإدراج قوات الحرس في قائمة الإرهاب جملة وتفصيلًا.
كما وإذ أكدوا على تزايد حالات انتهاك حقوق الإنسان في إيران، بما في ذلك موجة القتل والإعدامات الواسعة النطاق، خاصة إعدام السجناء السياسيين في الأسابيع القليلة الماضية، أعادوا إلى الأذهان ضرورة محاسبة الفاشية الدينية بسبب أربعة عقود من الجريمة و الإبادة الجماعية، وخاصة مذبحة 30ألف من السجناء السياسيين المناضلين في عام 1988. كما طالب المتكلمون برفع الحصانة عن قيادات النظام ومن بينهم إبراهيم رئيسي السفاح في مجزرة صیف عام 1988 وعضو فی فرقة الموت.
وقالت السيدة جودي سكرو في كلمتها:
أشكركم على حضوركم هنا هذه الليلة وعلى تأكيدكم على الحاجة إلى نهج مختلف تجاه الوضع المعقد في الشرق الأوسط والدور الذي يلعبه النظام الإيراني داخل المنطقة وفي المنطقة على نطاق أوسع. آمل أن تكون الرسالة التي نتلقاها اليوم هي فهم أكبر لما يفعله النظام الإيراني، ليس فقط للشعب الإيراني، ولكن أيضًا لما يفعله بحق الشعب الفلسطيني، مما يشجع على المزيد من الإرهاب والأنشطة الإرهابية هناك. فمن ناحية، نشهد جميعًا شجاعة الشعب الإيراني وبطلوته، وخاصة الفتيات والشابات اللواتي سحرن قلوب الملايين في العالم خلال انتفاضة سبتمبر 2022 لبضعة أشهر. لا ينبغي اعتبار انتفاضة العام الماضي حدثًا منفكًا. وشهدت الانتفاضة في إيران العديد من حالات رئيسية وعظيمة للارتقاء والتشديد منذ عام 2017. وكانت واحدة من أكثر الأحداث دموية في نوفمبر 2019، عندما قُتل مئات الأشخاص في غضون أيام قليلة.
وقال البروفيسور إيفان ساشا شيهان، الذي نشر مؤخرًا كتابًا عن دور شبكة نفوذ النظام الإيراني في الدول الأوروبية والولايات المتحدة وجهودها لتغيير السياسة لصالح نظام الملالي، في كلمة أدلى بها في المؤتمر:
يستمر قمع المقاومة الإيرانية المنظمة منذ عقود من الزمن. في أيامنا هذه، ظل التخويف والعنف هي السمات الرئيسية والأدوات الرئيسية بيد النظام الإيراني.
هناك سبب قوي وحقيقي وراء مثل هذا الخوف عند الملالي تجاه المجلس الوطني للمقاومة ومجاهدي خلق، لأن هذه المنظمات معًا تشكل حركة تقودها النساء ولها شبكة معقدة داخل إيران وحماة دوليين في جميع أنحاء العالم. واليوم، التزمت مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الایرانیة منذ فترة طويلة ببناء جمهورية غير نووية وعلمانية وتعددية تحترم حقوق الأقليات وتدعم المساواة بين الجنسين. ولديهم خطة مفصلة تتكون من 10نقاط للحفاظ على علاقات إيجابية مع الغرب وتعزيز العلاقات السلمية مع القوى الإقليمية.
وفي جزء آخر من كلمته قال البروفيسور شيهان، مشيرًا إلى كتابه “اليد الخفية لآية الله (الملالي)” وحملة النظام لنشر الأكاذيب ضد المقاومة الإيرانية:
أعطى المشاركون في هذه الحملة، الأولوية لترويج وصف مضلل بشأن جماعة المعارضة الإيرانية الرئيسية، وهي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وسعى الملالي في إيران إلى إحباط التصورات الإيجابية تجاه هذه المنظمة بين نخبة السياسة الخارجية في واشنطن، كما حاولوا إسقاط مؤسسة قادرة على مساعدة الجهود الغربية للحد من برنامج الأسلحة النووية للنظام الإيراني وأجندته الإقليمية الخبيثة وانتهاكاته لحقوق الإنسان ومتطرفيه.
لقد فعل هؤلاء العناصر ما تم إملاؤه عليهم بالضبط. إنهم كانوا يروجون وجهات نظر طهران وينشرون معلومات كاذبة حول منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة و يخيبون أمل المسؤولين الأميركيين في سعيهم إلى تغيير النظام في منعطفات حساسة، بل كانوا يحذرون من دعم بدائل النظام الاستبدادي.
وقال علي صفوي عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في كلمته:
يرتكب النظام الإيراني هذه الجرائم لأنه لم يُحاسب قط على جرائمه السابقة وأعمال الإبادة الجماعية، وقد استغل ثقافة وهي ثقافة الحصانة. وفي عام 1988، أعدم النظام أكثر من 30ألف سجين سياسي، معظمهم من ناشطي مجاهدي خلق، في جميع أنحاء البلاد، ما وصفته منظمة العفو الدولية بجريمة ضد الإنسانية. واليوم، أصبح مرتكبو تلك الجريمة، مثل إبراهيم رئيسي، يحتلون مناصب عليا في النظام.
وأضاف يقول: على الرغم من جهود النظام لتحويل الانتباه إلى الصراعات الخارجية، إلا أن الاحتجاجات مستمرة في البلاد بين مختلف شرائح المجتمع وتعكس الحاجة الملحة لتلبية احتياجاتهم وحقوقهم الأساسية.
وفي مواجهة الهمجية الممارسة من قبل قوات الحرس للنظام الإيراني في قمع أي صوت معارض، يواجه شباب الانتفاضة قوات الحرس يومًا بعد يوم ويستهدفون مراكز القمع والتجسس والاختلاس التابعة للنظام. وفي الأسابيع الأخيرة، استهدف شباب الانتفاضة العديد من قواعد قوات الحرس للنظام الإيراني ومقر وزارة المخابرات والأمن سيئة السمعة، مما يدل على صمود الشباب الإيراني.
وخارج حدود إيران، يحرض النظام وبكل تغطرس، على الصراع وسفك الدماء في أجزاء مهمة من الشرق الأوسط مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين.
واليوم، يجد الشرق الأوسط نفسه في خضم الفوضى. إن الحل العملي الوحيد لإخماد هذه الفوضى هو الوقوف صفًا واحدًا ضد المحرك الرئيسي لهذه الفوضى، وهو الدكتاتورية المثيرة للحرب في إيران.
وتناول الاجتماع في جزئه الأخير أسئلة المشاركين وأجوبة المتكلمين.