الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد أن تفاقمت الاوضاع السلبية وتعمقت الازمة الحادة التي تعصف بنظام الملالي أکثر من أي وقت آخر ولاسيما بعد أن أخفق ابراهيم رئيسي سفاح مجزرة صیف عام 1988، في تحقيق ماقد طلبه منه الدکتاتور خامنئي، لا يبدو أن هناك في الافق أية بارقة أمل تدل أو تشير الى تحسن في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب الإيراني، خصوصا وأن نظام الملالي لا يزال مستمرا على نهجه المعهود، حيث إنه يصرف كل اهتمامه على القضايا الأمنية القمعية وتدخلاته في بلدان المنطقة وتصدير التطرف والإرهاب خصوصا وإن النظام قد أکد على ذلك بکل وضوح من خلال إثارته للحرب الدامية في غزة والتي تسببت في کارثة لايعرف سوى الله نهايتها، وقد يتسائل البعض لماذا تورط النظام في هکذا حرب لايسطيع التحکم بها وبما ستٶول إلي من نتائج، غير إن الاجاجى هي إنها أوضاعه الصعبة جدا وبشکل خاص الاثار والتداعيات المستمرة للإنتفاضة الاخيرة وإصرار الشعب على عدم التوقف حتى إسقاط النظام.
الفشل الذي يواجهه نظام الملالي على مختلف الأصعدة ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، ينعكس على إيران بصورة واضحة، ولم يعد بوسع النظام أبدا أن يخفي ذلك أو يتستر عليه، خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة بشکل خاص والتي عمت سائر أرجاء إيران حيث أعلن الشعب رفضه الكامل لهذا النظام الفاشل في كل شيء، لذلك هتف بشعارات طالبت بإسقاطه. وتمت مهاجمة أوکار ومراکز المٶسسات النظام وخصوصا المقرات الامنية.
أكثرية الشعب الإيراني تعيش تحت خط الفقر، بالإضافة إلى وجود أعداد کبيرة من أبناء الشعب الايراني لايجدون مايسدون به أودهم وهم وبکل وضوح يواجهون المجاعة، کما إن زيادة أعداد العاطلين الاوضاع غير الطبيعية التي يواجهها الشعب الايراني بسبب الاوضاع السيئة أساسا والتي تفاقمت وصارت بالغة الوخامة بسبب وباء کورونا والذي لفت ويلفت النظام إن التحرکات الاحتجاجية الشعبية ونشاطات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة تتزايد بصورة غير عادية على الرغم من إن النظام يضاعف من إجرائاته الامنية ويلجأ الى أفظع الطرق والاساليب في ممارساته القمعية، لذلك فإن احتمال انفجار الأوضاع بعد أن باتت كل الظروف مهيأة لها بمثابة كابوس يرعب الملالي ولاسيما بعد فشل النظام في توظيف حرب غزة لصالحه حيث إرتدت عليه سلبا بعد أن توضح بأنه يقوم بإستغلال أذرعه لحروبه بالوکالة فيما يخشى أن يدخلها بنفسه لأنه يعلم بأن عاقبة ذلك ستنتهي بسقوطه، بالاضافة الى تزايد شعبية مجاهدي خلق وإنضمام الشباب الى صفوفها، ولأنهم يعلمون جيدا بأن منظمة مجاهدي خلق “البديل السياسي” لهم رغما عنهم، فهي من تحشد وتٶلب وتحفز الشعب ضدهم ولها الدور الأكبر في تحريك وتوجيه الشارع الإيراني، وإن النظام يعلم جيدا بأن المنظمة التي تمکنت يکون لها دورا أساسيا ومحوريا ضده في معظم النشاطات والانتفاضات والتحرکات المضادة له، فإنه بمقدورها أن تقوم بقيادة إنتفاضة أخرى حاسمة بحيث تضع حدا للنظام وتلحقه بسلفه نظام الشاه، ولکل هذا فإن النظام وإن کان يسعى للإيحاء بأنه يمر بأوضاع طبيعية ويطرح نفسه کنصير للشعب الفلسطيني، لکنه في الحقيقة في أسوأ حالاته ويتوجس ريبة مما ينتظره من مصير مجهول في الايام القادمة.