حدیث الیوم:
موقع المجلس:
رکز العديد من المتحدثين في مؤتمر إيران الحرة 2023، و الذي عقد في باریس مؤخرا على الدور الريادي للمرأة الإيرانية في الانتفاضة والثورة الديمقراطية على مدى الـ 40 عامًا الماضية، ووصول النساء الى أعلى مناصب المسؤولية والقيادة في منظمة مجاهدي خلق يدل على فهم عالمي لمكانة المرأة في المقاومة، وادراك بان مطالب المرأة لا تقتصر على حريات فردية، وان لدى النساء رغبة حقيقية في القضاء على نظام الملالي المعادي للإنسان، والمساواة التامة مع الرجال في جميع شؤون الحياة، والمشاركة في أعلى مستويات القيادة.
کما ركز المتحدثون في مؤتمر المقاومة على الدور الذي لعبته المرأة الايرانية في التحولات التي شهدتها بلادها خلال العقود الماضية وما تقوم به الايرانيات لاحداث التغيير المقبل.
في إشارته إلى هذا الدور قال رئيس وزراء كندا السابق ستيفن هاربر ان الجولة الأخيرة من الاحتجاجات قادتها نساء إيرانيات، ومن الواضح أن هذه الاحتجاجات أكثر بكثير من مجرد حركة نسوية ضد الحجاب، فهي متجذرة في أكثر من 40 عامًا من المقاومة المنظمة، لأن الإيرانيات أدركن منذ فترة طويلة أن حقوقهن ومساواتهن وحتى شخصيتهن الإنسانية لا تتحقق دون الإطاحة بالنظام وأيديولوجيته العائدة إلى العصور الوسطى.
تطرقت رئيسة المجلس الإداري لمؤسسة المحامين الأوروبيين دومينيك أتياس لعوامل قوة والهام النساء الايرانيات، حيث توجهت لرجوي قائلة “أنت تعرفين قوة المرأة، النساء حاضرات في مختلف مؤسسات حركتك، هذا مصدر إلهام لهن، والرجال الذين يقاتلون إلى جانبكم على وعي، لأن الثورة تتحرك بوعي الضمائر والقلوب”.
سبق هذه الاشارات اخرى مماثلة، في مناسبات سابقة، حيث توقف رئيس وزراء إيطاليا الأسبق كارلو كوتاريلي خلال زيارة الرئيسة المنتخبة للمقاومة الايرانية مريم رجوي للبرلمان الإيطالي عند دور النساء الايرانيات قائلا “لقد خرجن بشجاعة إلى الشوارع و تمردن، هذه ليست ثورة حول جوانب معينة من الحياة بل مظهر من صراع متزايد من أجل الديمقراطية والحرية وتمرد واسع النطاق ضد النظام”.
تعيد هذه الكلمات الى الاذهان المقولة الخالدة للمجاهدة الشهيدة زهرة عين علين اليقين “الكل يغني أغنيته، ويغادر الحياة، وتبقى الإنسانية نقية” التي قالتها لدى وقوفها تحت حبل المشنقة عام 1988، اطلقت يومها هتاف “تحيا الحرية والموت للاستبداد” لتشرق مع المئات من أمثالها في سماء إيران، يروون بذور الحرية والمساواة وهم على يقين بقدوم النصر.
صارت البذور شتلات خلال الانتفاضة الوطنية والثورة الديمقراطية للشعب الإيراني، بشائر خير بنهاية الخريف الأسود للنظام المعادي للنساء والرجال، فلم تقتصر معركة الايرانيات على حرية المرأة لأن حريتهن لا تتحقق بدون تحرير الرجل، وبوعيهم سلم رجال المقاومة الراية للنساء لتكون ايران الغد الديمقراطية الحرة خالية من الاضطهاد والتمييز وعدم المساوة.