الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
النشاطات والفعاليات المختلفة للإيرانيين الاحرار في مختلف دول العالم التي جرت وتجري تضامنا مع نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ضد النظام القمعي القرووسطائي، صار هذا النظام يشعر بالخوف المتزايد منها ولاسيما بعد أن بات يلمس التأثيرات النوعية لهذه النشاطات والفعاليات على رفع معنوية وحماس الشعب الايراني، وهو مايعني إنه قد أصبح هناك حالة من الترابط بين الشعب الايراني في داخل وخارج إيران وهذا هو مايتخوف منه النظام والى أبعد عد.
النظام الکهنوتي وبعد أن تمکن بطرق وأساليب شيطانية من إسترجاع الارهابي أسدالله أسدي، قائد العملية الارهابية التي کانت تستهدف التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في عام 2018، فإن ذلك قد جعله يتصور بإن بإمکانه أن يحقق غاياته ورغباته المريضة بکتم وقمع صوت الشعب الايراني في خارج إيران أيضا، وهو يتخوف کثيرا من الاجواء المتاحة في البلدان الديمقراطية للقيام بنشاطات وفعاليات ضده وبشکل خاص في فرنسا حيث تعقد التجمعات السنوية العامة من أجل التضامن مع نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام، ومن الواضح فإن الاتصال الاخير الذي أجراه ابراهيم رئيسي، سفاح مجزرة صيف عام 1988، مع الرئيس الفرنسي ماکرون والذي إستغرق 90 دقيقة، لايمکن التصور بأنه لم يتم التطرق فيه الى هذا الموضوع، خصوصا إذا إننا أعدنا الى الاذهان ماقام به سلفه روحاني من إتصال مع الرئيس الفرنسي في العام 2018، لنفس الغرض.
الاوضاع الداخلية الهشة وتخوف النظام من تفجر الغضب الشعبي بوجهه في أية لحظة، ولاسيما بعد أن إستمرت الانتفاضة الاخيرة لستة أشهر ولازال الغضب الشعبي يعتمر ويغلي في الصدور، بحيث يمکن تشبيه هذه الاوضاع بأنها قد وصلت الى درجة الاتقاد وإنها تحتاج الى مجرد شرارة لکي تشتعل، ومن دون شك فإن النظام يحاول بستى الطرق والاساليب الحيلولة دون ذلك وخصوصا من حيث إقامة نشاطات وفعاليات نوعية ضده لأعداد کبيرة جدا من الايرانيين الاحرار فهو يعلم بأن آثار وتداعيات ذلك سوف ينعکس سلبا على الداخل الايراني وسيقلب الطاولة مجددا على رأس النظام.
اليوم، فإننا نعتقد بأن الديمقراطية الفرنسية العريقة، أمام إختبار غير مسبوق بحيث يمکن تشبيهه بالتحدي، عندما يحاول نظام الملالي القاتل لشعبه والذي يمتلك سجلا أسودا طويلا من الجرائم والانتهاکات التي إرتکبها في داخل وخارج إيران، أن يجعل الحکومة الفرنسية بالاقتناع عن منع إقامة هذه التظاهرات والنشاطات المعادية ضده وذلك من أجل إبقاء قمعه وإجرامه بحق شعبه وضمان بقاءه وإستمراره، ولو وافقت فرنسا على ذلك فإنه سيصبح وصمة عار في تأريخ الديمقراطية الفرنسية.