الخميس, 20 نوفمبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارملامحها وجذور انتفاضة نوفمبر 2019 الأساسية

ملامحها وجذور انتفاضة نوفمبر 2019 الأساسية

انتفاضة نوفمبر 2019 في ایران-
موقع المجلس:
بعد قرار النظام الإيراني في 15 نوفمبر 2019، زيادة أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، تفجّر غضب المواطنين المحرومين—وعلى رأسهم الشباب—لينطلقوا في انتفاضة واسعة امتدت بسرعة لغير مسبوقة إلى مختلف أنحاء البلاد. وفي هذه الهبّة الشعبية، هتف المتظاهرون في 191 مدينة ضد رأس النظام، مردّدين: «الموت لخامنئي» و«الموت للدكتاتور»، وقطعوا الطرق والطرق السريعة في تحدٍّ مباشر لسلطة النظام.

ملامحها وجذور انتفاضة نوفمبر 2019 الأساسية

ولم يقتصر الحراك على الشعارات؛ فقد استهدف المنتفضون مراكز القمع والنهب، فأُحرقت البنوك والمقار الحكومية ومكاتب أئمة الجمعة التابعين لخامنئي، كما أُسقطت صور الوليّ الفقيه ورموز النظام وأُحرقت علناً. وخاض المتظاهرون مواجهات مباشرة مع قوات الأمن والحرس والباسيج والمخابرات والبلطجية، ووجّهوا ضربات عديدة لمراكزهم وآلياتهم.

وفي غضون 48 ساعة، تحوّلت البلاد بأكملها إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين شباب الانتفاضة من جهة، وأجهزة القمع من جهة أخرى. وفي كثير من المدن، اضطرت قوات النظام إلى التراجع أمام ضربات المتظاهرين. وخلال يوم 16 نوفمبر وحده، تجاوز حجم العمليات التي استهدفت مراكز القمع ما تم خلال انتفاضة ديسمبر 2017 بأكملها. وتمكّن الشباب المنتفض من اقتحام مخافر ومراكز أمنية وتحرير أجزاء من بعض المدن، ما أدخل النظام في حالة رعب وتخبط.

انتفاضة من أقصى الشمال إلى الجنوب

من تبريز شمالاً إلى الأهواز جنوباً، ومن شيراز إلى مشهد، ومن أصفهان إلى رشت، ومن سنندج إلى كرج، وصولاً إلى بهبهان وخرم‌آباد وأحياء طهران؛ امتدت الشرارة إلى كل مكان. وكانت وحدات المقاومة حاضرة بقوة، تقود وتنسّق وتشارك في المواجهات مع قوات الحرس والمرتزقة.

ثورة النار: انفجار غضب شعبي غير مسبوق

اتسمت الانتفاضة بحجم نيران هائل التهم مؤسسات النظام. فقد هاجم المتظاهرون الغاضبون البنوك، محطات الوقود، مخافر الشرطة، مباني المسؤولين المحليين، حواجز الأمن، قواعد الباسيج والحرس، المراكز التجارية التابعة للحرس، الحوزات الدينية، مكاتب أئمة الجمعة، أجهزة الصراف الآلي، وصناديق “لجنة الإمداد”، وغيرها من المنشآت الحكومية.

وعلى عكس دعاية النظام، لم تُستهدف الممتلكات العامة والخاصة التابعة للشعب، بل كانت الضربات موجّهة حصراً إلى رموز السلطة ومراكزها.

الطابع المنظّم للانتفاضة

من أبرز سمات انتفاضة نوفمبر، التنظيم العالي والمشاركة الفاعلة لوحدات المقاومة. وقد اعترف بذلك رئيس لجنة الأمن القومي في برلمان النظام، مجتبى ذوالنوري، في مقابلة بتاريخ 3 ديسمبر، قائلاً:

«أُلقي على أحد مقرات الباسيج خمسون قنبلة غازية لتهيئة اقتحامه. هؤلاء كانوا مدرَّبين، يعملون بفرق متخصّصة، يستخدمون موادّ تلصق بالجدران لتكسيرها وتعطيل الأعمدة. كانت مجموعات من ثلاثة أفراد تكسر الأقفال وتقتحم المواقع».

ولمّا أدرك النظام أن الانتفاضة تتجه نحو اقتلاع أركانه، أصدر خامنئي أمراً مباشراً بإطلاق النار. فقتلت قواته ما لا يقل عن 1500 شخص بالرصاص، بينهم شباب احتموا بالقصب في معشور وقُصفوا بأسلحة ثقيلة. ووفق مفوضة الأمم المتحدة السامية ميشيل باشليه، اعتُقل ما لا يقل عن 7000 شخص في 28 محافظة خلال الأيام الأولى.

إن الجمع بين المستوى الواسع للتنظيم وشدّة القمع يثبت أنّ استراتيجية وحدات المقاومة خلال انتفاضة نوفمبر أثبتت فعاليتها على الأرض.

الشباب: القوة الدافعة للانتفاضة

كان للشباب—وخاصة المحرومين منهم—الدور الأبرز في الانتفاضة. ويؤكد كتاب «النار الهادئة» الصادر عن مؤسسة «رحمان» أنّ معظم المشاركين والمعتقلين والشهداء كانوا من الشباب، إذ جاء فيه:

«إن حركة الشباب تُمثّل التقاء الوعي العميق مع واقع الحرمان. إنهم يدركون حجم الظلم ويحوّلون أي فرصة إلى صوت احتجاجي. ويمكن اعتبارهم المحرك الأساسي لاحتجاجات نوفمبر».

ويضيف الكتاب:

«تعكس حركة الشباب سعياً واعياً لإحداث تغيير اجتماعي أو مقاومة اختلال النظام القائم، بعد اكتساب وعي جديد بحقوقهم المدنية والسياسية».

دور النساء: شرارة كسرت حاجز الخوف

كان للنساء دور قيادي لافت في انتفاضة نوفمبر. وفي عدة مدن، تصدّرت النساء المواجهات وشكّلن مجموعات تقود الحشود رغم إطلاق النار.

واعترفت وكالة فارس التابعة للحرس بدورهن، إذ كتبت:

«برزت القيادة الميدانية للنساء بشكل واضح. وفي نقاط عدة، خاصة ضواحي طهران، لعبت نساء في الثلاثينيات دور القيادة؛ إحداهن تصوّر، الثانية توقف السيارات، والثالثة تحرّض الناس على الانضمام…».

مقاومة ذات استراتيجية واضحة ومنتصرة

إن الحركة الديمقراطية للشعب الإيراني، بفضل مقاومتها المنظمة وبديلها السياسي الواضح، أغلقت الطريق أمام البدائل الوهمية كعودة نظام الشاه أو استمرار حكم الملالي. فكل خطوة تُمهّد لإسقاط النظام تسير ضمن المسار الذي رسمته هذه المقاومة واستراتيجيتها.

وتبقى انتفاضة نوفمبر 2019 شاهداً حياً على صحة هذه الاستراتيجية.

فقادة جيل مسعود رجوي، منذ ملحمة 20 يونيو 1981، أثبتوا أن مواجهة ولاية الفقيه لا تكون إلا بـ«النار تُجابَه بالنار». وانتفاضة نوفمبر 2019 هي إحدى ثمار تلك الشجرة التي زرعها المجاهدون قبل أربعة عقود وسُقيت بتضحياتهم.

وليس من المصادفة أن تختفي البدائل الزائفة عند اشتعال الميدان، إذ لا يبقى إلا المجاهدون وحلفاؤهم، والنساء والشباب المنتفضون، وشعب يرى في وحدات المقاومة وأشرف-3 أمله الحقيقي.

نوفمبر… جرح مفتوح حتى قيام جمهورية ديمقراطية

سيبقى نوفمبر 2019 علامة فارقة في مسار النضال الشعبي، ولن يُطوى هذا الفصل إلا بقيام جمهورية ديمقراطية تُنهي عهد الاستبداد الديني وتليق بالشعب الإيراني.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.