بحزاني – منى سالم الجبوري:
ليس هناك من حالة يأس وقنوط تشبه تلك التي تعاني منها وتواجهها النظم الديکتاتورية عندما تضيق بها الدوائر وتصبح في مواجهة شعوبها وقد تم کشف کل ماقد قامت به من أعمال وجرائم وإنتهاکات، في مثل هذه الحالة لايوجد هناك من أي مخرج أو حل لهذه النظم سوى أن تسير صوب النهايات غير الآمنة المرسومة والمحددة لها.
الاوضاع الحالية التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي وصلت الى حد من الوخامة بحيث صارت آثارها وتداعياتها تظهر على عموم المشهد الايراني والانکى من ذلك إن هذا النظام وعلى الرغم من إنه کان يسعى طوال العقود الاربعة الماضية للتستر والتغطية على عيوبه وأخطائه ومساوئه، لکنه يجد نفسه الان أمام حالة مختلفة تماما بحيث تجبره على الاعتراف بالحقيقة مع الانتباه الى أنه يعترف بجانب منها وليس بکلها، ولذلك فإننا نرى هناك إعترافات عديدة بوخامة الاوضاع وبزيادة معاناة الشعب وتفشي الفساد، غير إننا يجب أن نعلم أيضا بأن هذه الاعترافات تهدف فيما تهدف الى إمتصاص حالة الغضب العارمة لدى الشعب الايراني والتخفيف منها.
الملاحظة الاخرى التي لابد من الالتفات لها والوقوف عندها، هي إن نشاطات وتحرکات منظمة مجاهدي خلق، الخصم الاکبر والاقوى للنظام الايراني، قد تضاعفت بصورة لم يعد بإمکان هذا النظام من التستر والتغطية عليها، ولذلك فإن توالي الاعترافات بهذه النشاطات وبتصاعد دور ومکانة هذه المنظمة على الساحة الايرانية، صار أيضا أمرا مألوفا، خصوصا وإن دور ونشاطات منظمة مجاهدي خلق له علاقة وطيدة وراسخة بتصاعد التحرکات الاحتجاجية المناهضة للنظام والتي تتسع وتتزايد على أثر الانتفاضات الاخيرة التي إندلعت، والاهم من ذلك إن مجاهدي خلق وخلال الفترة الاخيرة ومن خلال نشاطين غير عاديين وجهت ضربتين موجعتين للنظام، والاول تمثل في دعوة 450 شخصية دولية من مسؤولي الأمم المتحدة الحاليين والسابقين والقانونيين اكبر دعوة دولية للبدء في تحقيق فوري حول مذبحة السجناء السياسيين الايرانيين التي حدثت في العام 1988، مؤكدين امكانية اعتبار المذبحة “جريمة ضد الإنسانية” و “إبادة جماعية” كما اعتبروا الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي ، ورئيس القضاء غلام حسين محسني إيجئي جناة رئيسيين في المجزرة. أما الضربة الثانية فقد کانت عندما تعرضت قنوات الاذاعة والتلفزيون التابعة للنظام الايراني لهجوم ألکتروني تم خلاله عرض صور لزعيم المقاومة الايرانية مسعود رجوي، والرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية مريم رجوي الى جانب إطلاق شعارات بالموت لخامنئي، وهو الامر الذي أثار حالة من الرعب والفوضى بين أوساط النظام، وقد منحت وسائل الاعلام العالمية قدرا کبيرا من الاهتمام لهاتين الضربتين.
مانريد أن نلفت النظر إليه، هو إن النظام الايراني وبقدر مايعاني من الاوضاع الصعبة والوخيمة وينعدم الامل أمامه کاملا ويجد نفسه في موقف العاجز اليائس الذي فقد زمام الامور، فإن منظمة مجاهدي خلق على العکس تماما من ذلك، فهي تجد نفسها على ثقة کاملة بمساعيها والنضال الذي تقوم به من أجل الحرية والديمقراطية للشعب الايراني، وإنها متفائلة وتجد دروب الامل منفتحة أمامها لعلاقتها الوطيدة والراسخة بالشعب على الضد من النظام الذي لايوجد بينه وبين الشعب سوى العداء والکراهية والانتقام.