تمهد الانتفاضات الطريق لانتفاضات اخرى اكثر جذرية وعمقا، وتتيح الظروف التي تجري فيها الاحداث الاعتقاد بان المنحى يتجه نحو مزيد من التجذير للاطاحة بولاية الفقيه.
حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
تتلاحق احتجاجات الطبقات الايرانية المستمرة منذ مارس 2021، وتتقلص الفترات الزمنية بينها، لتعيد الى الاذهان تحذيرات خامنئي من التصدعات التي تمهد لحدوث الزلزال.
اندلعت امس الاثنين انتفاضة للمعلمين على مستوى البلاد، تعد الرابعة من نوعها في أقل من ثلاثة أشهر، حيث سبقتها انتفاضات 13 ديسمبر، 23 ديسمبر، و13 يناير ، واظهرت شعارات الانتفاضات المتتالية تعميقا في الشعارات والمطالب المطروحة لتحمل رسائل اكثر حدة.
انضمت حشود غفيرة للمحتجين، دعم الطلاب بدورهم معلميهم على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المدارس، واطلقت في أكثر من 120 مدينة و 27 محافظة هتافات تطالب بإطلاق سراح السجناء السياسيين، تصف الرئيس ابراهيم رئيسي بالأمّي والكذاب، وتؤكد رفضها للصمت عن الحقوق المهدورة، واستمرار الانتفاضات .
حقق المعلمون تقدمًا كبيرًا في انتفاضاتهم الوطنية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، تمثل في الانتشار الجغرافي للاحتجاجات التي عمت جميع أنحاء البلاد، تعميق مضامين الشعارات المطروحة في الاحتجاجات، إضافة يومين من الإضراب العام للانتفاضة.
بات عجز النظام عن كبح جماح هذه الانتفاضات لافتا للنظر، عندما احتج عدد محدود من المعلمين أمام مجلس شورى النظام قبل سنوات قليلة قوبل احتجاجهم بالهروات، والغاز المسيل للدموع وتم تفريق ذلك التجمع الصغير، لكن الامر بات مختلفا الآن، سواء من ناحية حجم الاحتجاج او قدرة النظام على قمعه، مما يعني ان امتلاك النظام لقوة ووسائل القمع، لا يتيح له وقف الانتفاضات، لا سيما وانه يعرف مدى الغضب الكبير والمنتشر في المجتمع، ويعلم أن القمع سيؤدي إلى اشتعال الانتفاضة وتجذرها.
تمهد الانتفاضات الطريق لانتفاضات اخرى اكثر جذرية وعمقا، وتتيح الظروف التي تجري فيها الاحداث الاعتقاد بان المنحى يتجه نحو مزيد من التجذير للاطاحة بولاية الفقيه.
قالت الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة مريم رجوي في رسالتها حول انتفاضة المعلمين “ان استمرار الاحتجاجات الشجاعة يعكس الإرادة الشعبية لإسقاط النظام وإرساء الديمقراطية والعدالة وحكم الشعب”، كل المؤشرات تتجه نحو الاقتراب من هذه النتيجة، والايام حبلى بالاحداث.
