الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
في وقت يتحاشى فيه الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي من السفر الى العديد من البلدان بسبب کونه مطلوبا لکونه کان عضوا في لجنة الموت التي نفذت حکم الاعداما بحق 30 ألف سجين سياسي في عام 1988، وتتزايد فيه عدد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الايراني، فإن دعوة قضاة ومحققون بارزون سابقون بالأمم المتحدة ميشيل باشيليت مفوضة حقوق الإنسان بالمنظمة الدولية إلى التحقيق في المجزرة التي وقعت عام 1988 في إيران وراح ضحيتها سجناء سياسيون، على أن يشمل التحقيق دور الرئيس الإيراني الحالي، إبراهيم رئيسي، فيها، يمکن إعتبارها بمثابة رصاصة الى قلب النظام الايراني.
هذه الدعوة التي جاءت ضمن رسالة مفتوحة تم نشرها يوم الخميس الماضي وقام بالتوقيع عليها حوالي 450 شخصية سياسية دولية من بينها الرئيس السابق للمحكمة الجنائية الدولية سانج هيون سونج وستيفن راب السفير الأميركي السابق المختص بالعدالة الجنائية العالمية. تأتي في وقت يحاول فيه النظام الايراني بشتى الطرق من إبداء المرونة في مواقفه وحتى الاعراب عن الاستعداد من أجل إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الامريکية، ومع الاخذ بنظر الاعتبار إن رئيسي، الذي تولى الرئاسة في أغسطس الماضي، يخضع لعقوبات أميركية بسبب ماضيه الذي تقول الولايات المتحدة وناشطون إنه يتضمن دوره كواحد من أربعة قضاة أشرفوا على عمليات الإعدام عام 1988. فإن هذه الرسالـة بمثابة ضربة نوعية تقوم المعارضة الرئيسية الاقوى في إيران أي منظمة مجاهدي خلق بتوجيهها للنظام عموما ولإبراهيم رئيسي خصوصا.
هذه الرسالة المفتوحة التي من الموقعين عليها محققون سابقون في الأمم المتحدة شاركوا في التحقيق في جرائم تعذيب وكذلك وزراء خارجية سابقون من أستراليا وبلجيكا وكندا وإيطاليا وكوسوفو وبولندا، جاء في جانب منها: “مازال الجناة يتمتعون بإفلاتهم من العقوبة. ومنهم الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي ورئيس القضاء غلام حسين محسني إيجئي” الذي خلف رئيسي في رئاسة القضاء في إيران. وقد تم إرسال هذه الرسالة المفتوحة، التي تولت تنظيمها “جماعة العدالة لضحايا مجزرة 1988 في إيران”، إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي يبدأ أعضاؤه، وعددهم 47 دولة، دورة تستمر خمسة أسابيع في 28 فبراير المقبل.
النظام الايراني ومهما حاول وبذل من جهود بتجاهل هکذا رسائل حساسة تتضمن دعوات غير عادية تستند على أدلة ومستمسکات من الواقع، فإنه وبسبب من أوضاعه الحرجة والصعبة التي يعاني منها بسبب من تمسکه بنهجه وسياساته المشبوهة، فإنه يمکن فتح ملف الحسابات معه في أية لحظة وإن ملف مذبحة صيف عام 1988، تأتي في مقدمة الملفات الساخنة التي تلاحق النظام ککابوس.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.