الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهإيران والعراق..

إيران والعراق..

azizalhaj.gifعزيز الحاج :هذا موضوع تطرقت إليه شخصيا عشرات المرات، حتى اتهمني البعض بـ"إيران فوبيا"! لكن الموضوع لا يزال ساخنا، والحديث عنه يتكرر، ومقالات الآخرين عنه لا تزال تكتب، والوقائع الجديدة تستلزم الكتابة عنه من جديد، حتى لو تكررت معلومات سبق نشرها.
الذي يجر للعودة للموضوع تصريحات السيد رئيس الوزراء في واشنطن، القائلة: " إن إيران لا تسعى لإسقاط الديمقراطية في العراق."
أجد التعبير المذكور إشكاليا: فإذا كان المقصود أن إيران لا تتدخل في الشؤون العراقية ولا تشجع الإرهاب، فهذا غير صحيح، أما إذا كان القصد أن إيران لا تعمل على إسقاط النظام العراقي الراهن، فهذا صحيح تماما، لأن النظام العراقي تهيمن عليه الأحزاب الدينية، ذات الارتباطات المختلفة بإيران،

ولأن للجبهة الكردستانية العلمانية نفسها، المتحالفة مع هذه الأحزاب، هي الأخرى ذات تاريخ من العلاقات مع إيران، تجعلها مسايرة أو صامتة عن التدخل الإيراني.
عند وقوع جرائم أربعاء الدامي قالت بيانات وزارة الدفاع إن الأسلحة التي استخدمت في التفجيرات كانت إيرانية الصنع. والبيانات والتصريحات العسكرية الاميركية فضحت مرارا تسلل الأسلحة الإيرانية، وخصوصا العبوات الناسفة المتطورة، للتنظيمات المسلحة الشيعية للهجوم على المدرعات والمعسكرات الأميركية والبريطانية. وعصائب أهل الحق لا يمكن لأحد إنكار أن سلاحها وتمويلها والمخططين لعملياتها الإرهابية ضد القوات الحليفة هم فيلق القدس بقيادة سليماني.
الوقائع كثيرة جدا، وقد نشرتْ كمية كثيرة منها في السنوات الماضية، وكان مما قاله السفير الأميركي، كريستوفر هيل، عند زيارته للعراق في سبتمبر الماضي إنه تعامل مع أسلحة طهران مباشرة حين وجد أجزاء من صاروخ إيراني في فناء منزله بعد هجوم على المنطقة الخضراء في وقت سابق من العام الحالي. وقد أدلى السفير بعد عودته لواشنطن بشهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، متهما فيها إيران بالتدخل في الشأن االعراقي، ولعب دور سلبي فيه.
النظام الإيراني اعتبر دوما وجود القوات الأميركية في العراق عقبة أمام تحقيق حلم الهيمنة التامة على العراق والمنطقة. إن قادة هذا النظام صرحوا مرارا قبل حرب تحرير العراق بأن الهدف، ليس صدام وحده، بل نظام الفقيه في الأساس. وكان محمد خاتمي، الرئيس "المعتدل"، قد صرح بمثل هذا في شهر آب من عام 2002 ، وقال إن إسقاط صدام يشكل "تهديدا لأمن إيران تجب مقاومته من جانب الإيرانيين." وكان عدي صدام قد صرح شيئا قريبا من هذا لكسب دعم إيران في مواجهة خطر الحرب.
نظام ولاية الفقيه لم يضمر يوما الخير للعراقيين، إلا من كانوا تحت خيمته من تنظيمات ومليشيات، ولا نزال نتذكر ما واجهه عشرات الآلاف من المهجرين العراقيين من كرد فيلية وعرب، من أشكال التمييز المتنوعة رغم أن صدام قام بتهجيرهم الوحشي بتهمة أنهم طابور خامس لإيران.
نتذكر أيضا دعوة خامنئي لاعتماد دستور" إسلامي" للعراق، واعتقالات الأميركيين للعديد من ضباط القدس واستخباراته [إطلاعات] في كردستان وبغداد.
إن إيران ولاية الفقيه دولة إرهابية، سواء داخلا أو خارجا، وهي مسئولة عن عشرات من عمليات اغتيال المناضلين الإيرانيين في أنحاء مختلفة من العالم، ومنها باريس والنمسا والهند وبريطانيا وغيرها. وفي إيران كوادر وقادة للقاعدة، ويزعمون أنهم "لاجئون سياسيون"، ولنظام الفقيه علاقات مع بعث صدام عبر سوريا، حليفة إيران الرئيسية في نشر الإرهاب في العراق والمنطقة.
يقول أمير طاهري في مقاله الأخير بالشرق الوسط، عدد 23 الجاري:
" تعد إيران العاصمة الوحيدة في العالم التي تحتفظ فيها التنظيمات الإرهابية من كل أنحاء العالم بمكاتب و"مراكز معلومات"، وبصورة سنوية، تستضيف الجمهورية الإسلامية في الفترة من 1 إلى 11 فبراير [ شباط]، سلسلة من الفعاليات الخاصة التي تعرف باسم "عشرية الفجر"، تجتمع فيها شخصيات إرهابية من مختلف أنحاء العالم، بما فيها تنظيمات ماركسية وإلحادية لتنسيق ما يصفونه باسم "كفاحهم المسلح" العالمي."
قد يبدو غريبا هذا الجمع بين المتناقضين أيديولوجيا، ولكن نظام الفقيه- باسداران لا يعير أهمية خاصة لفوارق المذهب والفكر، بل يستخدم الجميع لغاياته السياسية، ولكسب حلفاء أدوات في أنحاء العالم، ويصرف عشرات المليارات سنويا لهذا الغرض. وإيران هي التي تسلح وتمول إرهابيي القاعدة في الصومال، ومتهمة بتسليح طالبان الوهابية المتطرفة، ومن يدري، فربما استطاعت شراء ساسة مهمين، وصحفيين في الغرب نفسه، وموظفين كبار في بعض الوكالات الدولية المهمة، لتزكية مواقفها والتستر على نواياها وأعمالها. أليست كوبونات صدام قريبة من الأذهان؟!
إن المالكي يحسن في التشديد على فضح الدور السوري في الإرهاب، ولكنه على خطأ جسيم في التستر على الدور الإيراني الأكبر، وهو دور الحليف مع دور سوريا.
إن مصلحة العراق تستدعي فضح كل الأطراف التي تتدخل في الشأن العراقي، بمختلف الأشكال، لاسيما الجهات التي تشجع الإرهاب وتسلحه وتموله. لا يكفي الحديث العام عن "تدخل الدول المجاورة"، أو "دول مجاورة"، بل يجب وضع النقاط على الحروف بالاستناد للوقائع الدامغة، وتقديم كافة الوثائق والمعلومات المتوفرة، ومنها المعلومات التي قدمتها للمالكي القيادة العسكرية الأميركية عن تفجيرات أربعاء الدامي.
إيران لا تريد مصلحة شعبنا، يا سادة. نعم، هي لا تريد إسقاط "العملية السياسية" المشوهة، وغير الديمقراطية، بل تريد فرض هيمنة تامة عليها وقيادة البلد نحو نظام "الفكر الإسلامي الثوري"، على حد تعبير أحمدي نجاد أمام السيد عمار الحكيم.