الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

مخاض إيران

20090717protest20.jpgواع- احمد شاهين:مثل تسونامى.. خلّف الانفجار الأخطر منذ اندلاع الثورة الإيرانية موجات عنيفة فى كل الاتجاهات وألقى بآثاره على العديد من القضايا والملفات التى ترتبط بوضع إيران داخلياً وإقليمياً ودولياً..
هذا الانفجار يشير إلى أن النظام الإيرانى أصبح أضعف من الناحية الاستراتيجية.. وتحولت الثورة المضادة للثورة.. من مرحلة المظاهرات والاحتجاجات والحرب على الشبكة العنكبوتية إلى مرحلة الفعل العنيف على الأرض ضد أهم رموز النظام.
كما أن هذا الانفجار الذى أودى بحياة سبعة من كبار قادة الحرس الثورى الإيرانى – ومنهم نائب قائد القوات البرية وقائد الحرس الثورى فى إقليم سستان وبلوشستان – يؤكد تراجع الإجراءات الأمنية على أعلى المستويات،

حيث لم يستطع الحرس الثورى بقدراته وتعداده وعتاده حماية كبار قادته.. ناهيك عن حماية الثورة التى نشأ من أجلها وشكّلته كدرع لحمايتها، فإذا بالدرع تتلقى ضربة فى الصميم.
وهنا يجب أن نعلم أن الحرس الثورى لا يضم فقط 125 ألف مقاتل ويشكل جيشاً موازياً للجيش النظامى.. ولكنه يسيطر أيضاً على قوات «الباسيج» أو الشرطة الدينية التى تضم ملايين المتطوعين، وتتسع قوة الحرس الثورى من خلال وحدة عملياته الخاصة «وحدة القدس» التى تنشر نفوذها وعملياتها خارج إيران.. أى لتصدير الثورة.. إلى المنطقة والعالم أيضاً، الأهم من ذلك أن الحرس الثورى يتبع عملياً المرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى، وهو صاحب السطوة والسلطة الفعلية الحاكمة والنافذة.. من وراء الكواليس.
إذاً.. فقد تلقى الحرس الثورى ضربة داخلية قوية ربما تشغله عن تصدير الثورة إلى الخارج.. ولو مرحلياً، كما أن المرشد الإيرانى الأعلى تلقى رسالة قاسية وعنيفة تؤكد تراجع نفوذه السياسى وربما المذهبى.. بعد الشائعات التى أشارت إلى احتمال وفاته، والواقع يشير إلى أن علامات الوفاة السياسية أوضح من احتمالات الوفاة البدنية للمرشد الإيرانى.
بمعنى آخر.. فإن لانفجار بلوشستان دلالات سياسية واضحة تشير إلى اختلاف المعادلة السياسية داخل إيران ذاتها.. خاصة بعد الانتخابات الأخيرة وما تلاها من احتجاجات ومظاهرات.. نعتقد أنها ما زالت تغلى تحت الرماد وتنتظر الفرصة المواتية لمعاودة الانفلات والانفجار.
فإيران بدأت بالفعل مرحلة تحول مهمة.. برزت بخلاف حول تزوير الانتخابات وعكست اختلافات أيديولوجية وفكرية.. كما أكدت وجود انقسامات داخل أركان النظام.. بل داخل السلطة المذهبية والدينية الحاكمة هناك، ولكن لا أحد يعلم إلى أين تسير هذه الاختلافات والانقسامات ولا احتمالاتها المستقبلية.. داخل وخارج إيران.
والواقع أن الأنفجار الأخطر منذ ثورة 1979.. يلقى بظلاله على مختلف الملفات والقضايا.. ومنها ملف العراق.. الملعب الأقرب الذى نجحت طهران فى اختراقه بعد سقوط نظام صدام ونتيجة أخطاء استراتيجية لم يعلم المخططون الغربيون آثارها وأبعادها وانعكاساتها.. حتى على الغرب نفسه، وربما تقوم طهران بمعاودة اللعب بالملف العراقى.. كوسيلة من وسائل الضغط والرد على الغرب بعد انفجار بلوشستان.. وربما تحركت الأطراف والعناصر والجماعات الموالية لها داخل العراق، كى تؤكد أنها ما زالت فاعلة ومؤثرة رغم الانفجار الدامى!
كما أن التطورات الأخيرة داخل إيران سوف تنعكس على الملف النووى.. وقد تابعنا ذلك مباشرة بعد الانفجار.. حيث أعلن الوفد الإيرانى لمحادثات جنيف أن بلاده لن توقف تخصيب اليورانيوم حتى لو حصلت على اليورانيوم المخصب من الخارج!
ولكن هذا لن يؤدى إلى تغيير جوهرى فى الاستراتيجية الغربية الجديدة إزاء طهران، فهناك التزام بالحوار والحل السلمى.. بدلاً من المواجهة والصدام، وحتى إسرائيل تدخل فى إطار هذه الاستراتيجية الغربية.. ولكن مع توزيع الأدوار من الترغيب والاحتواء والترهيب!
أما «جند الله» منفذو هذه الهجمة الشرسة ضد الحرس الثورى فهم حركه سنيه بلوشيه مسلحه تنتشر فى المثلث الحدودى بين افغانستان وايران وباكستان وقد تأسست عام 2002 على يد الشيخ عبد المالك ريجى. وقد أعاد الإنفجار الأخير فى بلوشستان فتح ملف آخر أدمى قلوب العالم وكانت طهران أحد صُنّاعه ورعاته.. ألا وهو ملف الإرهاب، لقد حاولت إيران على مدى عقود تصدير الثورة والإرهاب وتحالفت مع مختلف الأطراف والجماعات.. بما فيها التى تختلف معها أيديولوجياً ومذهبياً.. تحالفت معها تكتيكياً.. لبلوغ أهداف مشتركة.. فجاء انفجار بلوشستان ليؤكد لإيران- قبل غيرها- أن الإرهاب لا يتجزأ.. ولا يجب التعامل معه بمكاييل متعددة.. فقد جاء اليوم الذى حرق الإرهاب أصابع طهران.. مثلما حرق أصابع الغرب الذى استخدمه بذات الأسلوب.. ولكن لتحقيق أهداف مختلفة.
وخلاصة القول إن إيران تعيش مخاضاً عسيراً ومتصاعداً ومتنوعاً لا تدرك هى مداه أو منتهاه، كما أن هذا المخاض هو جزء لا يتجزأ من مخاض المنطقة بأسرها.. حيث يتوقع أن يستمر فترة طويلة.. ويشهد أحداثاً مثيرة.. وولادات كثيرة!

المادة السابقة
المقالة القادمة