
السياسه الكويتيه- داود البصري:مع لجوء النظام الإيراني إلى تصعيد الموقف السياسي العام مع المجتمع الدولي بِشأن البرامج النووية و الصاروخية و الذي يحاول اللعب بغزارة ملفاتها التفاوضية من خلال أساليب الكر و الفر و الترغيب و الترهيب و التسويف و المماطلة و اللعب على ثنايا الكلام و إضاعة الوقت في مناورات تكتيكية تفضح أكثر مما تخفي من النوايا السوداء , فإنه قد باشر على الفور بشن هجمات قمع مضادة داخلية شرسة ضد جميع قوى المعارضة الوطنية الإيرانية بدءا من نسيجه الحي ذاته المتمثل في ما يسمى بالتيار الإصلاحي المنبثق من رحم النظام و الذين بات قادته اليوم محورا مركزيا لمحاكمات محتملة مقبلة من محكمة رجال الدين الكهنوتية وهي المعروفة بأحكامها "القراقوشية" المثيرة للغثيان مرورا بجماعة "مجاهدي الشعب" الذين يقاتلون النظام على الجبهات العسكرية و الإعلامية …..
فحرب الإبادة الشاملة التي استعملت ضد جماعة "مجاهدي خلق" لم تزد تلك الجماعة إلا المزيد من الصمود و الإصرار على النزال مع تزايد شعبيتها بين الأوساط الشبابية , وقد تمكنت هذه الجماعة تحديدا من اختراق الكثير من مفاصل النظام الحيوية و الستراتيجية و كشف خططه العدوانية و أساليبه الملتوية للعالم أجمع , وقد فشل النظام أيضا في ضمان مواقف حلفائه في العراق الذين حاولوا جاهدين احتواء نشاطات تلك المنظمة و القضاء عليها و تصفيتها عسكريا و معنويا و لكن باءت جميع تلك الجهود بالفشل الذريع بل على العكس فقد كان للصمود الواضح لمناضلي المعارضة الإيرانية الدور الواضح في تصعيد النزعة العدوانية و الإرهابية لأجهزة النظام الأمنية التي لم تعد تملك سوى المباشرة بتنفيذ الكثير من الإعدامات لتنقلب الصورة و يتحول المشهد السياسي العام إلى صورة نظام فاشي دموي يحتضر من أجل البقاء والاستمرار مع تقلص واضح في قاعدته الشعبية و تعميق للتصدعات و الشروخ في بنيته العامة و بين حركات تحرر وطني إيرانية تصارع من أجل كنس الثيوقراطية الدينية المتخلفة بحلتها الإرهابية العجفاء.
إيران أمام تحولات كبرى مقبلة لا محالة , و اللجوء إلى الخيارات الدموية المرعبة ستكون حصيلته وبالا على معتنقيه , و حبال المشانق لن تؤدي في النهاية إلا لمصارع الطغاة مهما حاولوا التدليس و التلبيس. ذلك هو حكم التاريخ…!
ويمكرون ويمكر الله , و الله خير الماكرين.
كاتب عراقي
إيران أمام تحولات كبرى مقبلة لا محالة , و اللجوء إلى الخيارات الدموية المرعبة ستكون حصيلته وبالا على معتنقيه , و حبال المشانق لن تؤدي في النهاية إلا لمصارع الطغاة مهما حاولوا التدليس و التلبيس. ذلك هو حكم التاريخ…!
ويمكرون ويمكر الله , و الله خير الماكرين.
كاتب عراقي