صراع العقارب

الملف-سيف الدين العراقي:لايختلف اثنان في ان ما يحدث في ايران ليس بين أجنحة متصارعة بل هو صراع على كسب نفوذ في مرحلة تمر بها ايران لم يبقى للولي الفقيه شيء من الهيبة! فبعد أن كان الولي الفقيه خط احمر بات اليوم منطاد فارغ من الهواء وأنكشفت الغمامة التي كانت تغطي الجموع الثائرة اليوم ورأت بأم عينيها صراع أركان نظام الآيات وتبادل الأتهامات ولكن رغم هذا الصراع الظاهر الا ان هناك صراع ارادتين الأولى تتمثل بجماهير الأنتفاضة التي تنشد الخلاص من هذا النظام وارادة اخرى يمثلها نظام الآيات من أجل البقاء فكان من الطبيعي أن يلجأ الأعلام المضاد للأنتفاضة الشعبية في اظهار ما يجري انه صراع بين ما يسمى تيار اصلاحي يمثله مير حسين موسوي وتيار محافظ يمثله نجاد بمباركة الخامنئي والجميع يعلم ان كلاهما من رحم واحد فأين اذن يكمن الصراع؟

انه صراع من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه بعد أن أخذت أمواج الأنتفاضة تجتاح مدن اخرى والملفت للنظر ان تنطلق هذه الأنتفاضة من جامعة طهران وهي ذاتها التي انطلقت ضد الشاه وجاءت بالخميني!!
لقد كشر النظام عن انيابه الصفراء وراح يلوح بالتهديد والوعيد ثم تطور المشهد الى اطلاق النار بعد أن تأكد لأركان النظام الخطر القادم الذي سيزبله من المشهد الأيراني والى الأبد وراح يعلن بوجود عناصر مضادة لمسيرة الثورة الأسلامية!!! ولذا فأن الأعلام الغربي والعربي الخليجي يصف المشهد في ايران بأنه جزء من ترسيخ اليمقراطية!!! عجباً أي ديمقراطية التي يسقط فيها عشرات الضحايا ومئات الجرحى والاف المعتقلين؟
ان ما يجري في ايران هو بداية الخلاص من نظام احترقت ورقته أما أركانه في صراع على خلاف قائم وليس للجماهير الثائرة رأي فيه فالصراع في وادي والأنتفاضة قائمة ومتزايدة والأيام القليلة القادمة ستشهد مفاجآت قد لاتسر الكثير خاصة الذين ربطوا تاريخهم ومصيرهم بنظام شغل المنطقة والعالم بفوضى تكاد تنتهي قريباً لصالح الشعب الأيراني بعد ان تسحق أذناب هذه العقارب.