كشفت صحيفة السياسة الكويتية عن خطة واسعة للنظام الايراني وعملائه في العراق للسيطرة على الوسط والجنوب العراقيين وكتبت الصحيفة في التاسع والعشرين من آذار 2006: « وصل الآلاف من ”الحرس الثوري“ والاستخبارات الإيرانية الجزر الأمنية الإيرانية التي كانت حتى اليوم مبعثرة ومتفرقة في العراق, بعضها ببعض من ”مدينة الصدر“ في بغداد حتى آخر نقاط حدودية في جنوب البلاد على خطوط التماس مع الكويت والمملكة العربية السعودية, وسط خطة إيرانية – عراقية شيعية باتت شبه علنية, لإنجاز أضخم عملية فرز سكاني طائفي ومذهبي يشهدها مطلع القرن الواحد والعشرين, لا تقل خطورة ومأساوية عن عمليات الفرز السكاني التي حدثت خلال التسعينات وأواخر الثمانينات في بعض الجمهوريات الأفريقية, وكذلك عمليات نقل السكان اليهود من حول أوروبا على أيدي النازيين التي ما زالت تداعياتها مستمرة حتى الآن وأدت قبل 58 عاماً إلى قيام دولة إسرائيل لإيواء الهاربين مما يطلق عليه اليوم ”الهولوكوست“.
وأضافت صحيفة السياسة الكويتية: «وتؤكد مصادر عراقية حكومية وسياسية في بغداد, وأجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والألمانية منذ نحو خمسة أشهر حتى الآن, إن ما يشهده العراق من ”عمليات هجرة“ شبه جماعية منظمة للشيعة من المناطق السنية الواسعة الممتدة من بغداد غرباً حتى الحدود السورية وشمالاً حتى تخوم ”الإقليم الكردي“ وبالتحديد من المناطق المحيطة بكركوك, وإعادة نشر هؤلاء النازحين في ”أحزمة مدروسة“ حول بغداد وفي ”الثغور ذات الوجود السني جنوبيها“ في المناطق الشيعية أصلا, تشير على الأرض إلى اقتراب رسم الحدود النهائية لـ (الإقليم الشيعي) الذي يشمل وسط العراق, أي جزءاً كبيراً من العاصمة بغداد, وكل الجنوب, وهما يشكلان نصف مساحة البلاد تقريباً».
وأكدت المصادر العراقية لـ(السياسة) في اتصال بها من لندن, أن عملية الفرز السكاني السني القسرية المضادة ”مستمرة بزخم مواز“, وأنه فيما تتم عمليات الانتقال الشيعية من المناطق السنية طوعاً وبكثافة, تتم عمليات »إبعاد« السكان السنة عن المناطق الشيعية في بغداد وحزامها الجنوبي قسراً على أيدي ”مجموعات سوداء“ (ترتدي الثياب السوداء) جلها من ”فيلق بدر“ أهم حليف للإيرانيين في العراق, وكل ذلك بمشاركة خبراء ميدانيين من الحرس الثوري والاستخبارات الإيرانية اُرسلوا من طهران ضمن مجموعات يقدر تعداد أفرادها بأكثر من ثلاثة آلاف.
وقالت المصادر العراقية إن »المفاجأة المذهلة« التي أصابت الأميركيين قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع فقط في وجود هذا العدد الضخم من القوى الإيرانية المسلحة والأمنية في العراق, وقالت الصحيفة: وكشفت تقارير استخبارية بريطانية وألمانية في نهاية الأسبوع الماضي واردة من العراق إلى لندن النقاب عن »خريطة الفرز السكاني التي اتخذت شكلها شبه النهائي. وأكد تقرير استخباري بريطاني أن ضباطاً من «الحرس الثوري» والاستخبارات الإيرانية بدأوا منذ مطلع الشهر تشكيل مجالس محلية شيعية في مختلف المدن والبلدات الجنوبية بقيادة لجان مختلطة من إيرانيين وميليشيات عراقية وأرسلوا عشرات آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية والكهربائية من إيران إليها بانتظام عبر الحدود الجنوبية العراقية الطويلة, فيما يقوم خبراء إيرانيون في مجال النفط بالإشراف على بعض المنشآت النفطية العراقية التي تعتبر عصب حياة الدويلة الشيعية الجديدة بسبب تجمع 80 في المئة من نفط البلاد في المناطق الجنوبية الشيعية.