يوم الخميس, 16 شباط/فبراير الحالي, أدلت وزيرة الخارجية الإمريكية السيدة رايس بتصريح جاء فيه:« إن النظام الإيراني يمثل دور الممول الرئيس للإرهاب في العالم». وفي اليوم ذاته, وزير الخارجية الفرنسي السيد دوست بلازي, قال :« لا يوجد اي مشروع سلمي يمكنه تبرير البرنامج النووي (للنظام) الإيراني. انه برنامج نووي عسكري خفي». وقد جاء هذان التأكيدان ليركزان على صلب الصراع الدائر بين المجتمع الدولي – أو بالأحرى- بين الشعب الإيراني ونظام الملالي. ان الطبيعة الأمنية لملف النظام النووي وضرورة إحالته إلى مجلس الأمن الدولي, تؤكد وتدل في الوقت نفسه على ان المقاومة الإيرانية, كان معها الحق عندما تحدثت عن هذه الحقيقة دومًا ومنذ عقدين من الزمن.
فلا يعود الفضل للمجاهدين في كشف النقاب فقط عن 450 عملية إرهابية للملالي خارج الحدود الإيرانية, بل ايضًا في تعرية 18 عامًا من الجهود العسكرية السرية التي بذلتها الفاشية الدينية ومخططاتها المزدوجة على غرار الفاشية الهتلرية لإقتناء القنبلة النووية. كما أثبت المجاهدون ان الملالي منهمكون في الحصول على البريليوم والثريتيوم والمعادن التي تستخدم لصنع القنبلة والصواريخ المحملة برؤوس نووية, وفي منشآتهم النووية وليس في المراكز العلمية بل داخل المعسكرات والانفاق في باطن الأرض بعمق 50 مترًا وباشراف ”فيلق حراس الثورة الإسلامية”.
إذًا, وفيما يتعلق بالطبيعة الأمنية لملف النظام,ما من شيء بقي خافيًا على أحد ومنذ فترة طويلة, في المجالين التقني والحقوقي. كما ليس هناك اي غموض في تصريحات رسمية تصدر عن أعلى السلطات الحكومية المسؤولة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والقرارات الصادرة عن مجلس حكام للوكالة الدولية للطاقة النووية. فالأمر, فيما تبقى منه, بات متروكًا في الساحة السياسية, حيث يتوفر فيها الوقت للفاشية الدينية كي تستخدمه ضد الشعب الإيراني والسلام العالمي. اي في ساحة سياسة المسايرة مع نظام يعمل كبؤرة لتصدير الإرهاب والتطرف وتعقد الصفقات وتتفق معه لابقاء ضحية إرهاب الملالي, اي حركة المقاومة الإيرانية التي أزاحت الستار عن مخططاته الرامية إلى انتاج القنبلة النووية, في قائمة الإرهاب, اي تحت مطرقة ضغوط لا إنسانية ولا شرعية.
ففي هذه النقطة بالذات, تقول الأمينة العامة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية, الأخت المجاهدة صديقة حسيني خلال كلمة ألقتها في ذكرى تخليد يومي الثامن والحادي عشر من شباط / فبراير ( استشهاد أشرف رجوي وموسى خياباني في 8 شباط 1982 و ذكرى انتصار ثورة الشعب الإيراني المناهضة للملكية في 11 شباط 1979),اي اسبوع واحد قبل التصريحات الأخيرة للمسؤولين الرئيسيين عن الدبلوماسية الأمريكية والفرنسية” « إن الدول الغربية وحتى الآن وخلافًا لتحذيراتنا التي تواصلت لأعوام طويلة كانت تساوم على حساب الشعب والمجاهدين والمقاومة الإيرانية, لكسب ود الملالي, لكن مأزق سياسة الاصلاح والتحبيب قد فرض نفسه الآن, كما وإن التهديدات الإرهابية التي يطلقها هذا النظام, باتت تثير انتباه العالم. فقد تحولت إيران وأسلوب التعامل مع النظام القائم هناك, إلى قضية ملحة. ما من أحدٍ يشك بعد في طبيعة نظام الملالي كوْنه الراعي الأنشط للإرهاب الدولي والأب الروحي له. ما من أحد يشك في تصديره للإرهاب والتطرف. ما من أحد يشك في ان هذا النظام يشكل تهديدًا ملحًا للسلام والأمن الأقليمي والدولي. وقد تتذكرون ان هذا الكلام, ركزت عليه المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية وباستمرار على مدى 20 سنة ونيف, تجاهلته أطراف عديدة… حبذا لو كانوا يغمضون الأعين ويتجاهلون فقط. على العكس, رضخوا أمام مطالب النظام وألصقوا بنا نحن, وصمة الإرهاب, فياتـُرى, ماذا يعني إدراج إسم مقاومة شرعية لشعبٍ ما في قوائم الإرهاب الصادرة عن الولايات المتحدة الإمريكية والاتحاد الأوروبي؟ اين هذه وتلك أين؟».