الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيدهمنظمة "مجاهدي خلق" والصراع من أجل البقاء

منظمة “مجاهدي خلق” والصراع من أجل البقاء

achrafالمستقبل اللبنانية- مهى عون: عندما خططت الولايات المتحدة لغزو العراق كان عليها أن تستميل إيران حتى لا تفتح جبهتين في آن واحد. فعمدت إلى التحالف مع الاطراف السياسية العراقية المتعاونة مع إيران، وهاجمت بالمقابل الجهات الأخرى المعادية لها، وأدرجت نتيجة ذلك منظمة "مجاهدي خلق" في لائحة الارهاب. هذا مع العلم أن هذه المنظمة كانت تشكل حركة مناهضة لنظام الشاه الملكي الديكتاتوري، وبقيت على نهجها في معارضة نظام الملالي الشمولي الذي خلفه. وفي أثناء الغزو قامت القوات الاميركية بقصف متعمد لكل مواقع "مجاهدي خلق" في العراق، وبالأخص معسكر "العُظيم" في العراق حيث يوجد تجمع لهذه المقاومة، لا يتعدى عديد أفرادها في الواقع الثلاثة آلاف وخمس مئة، جميعهم من المثقفين العاملين في المجالات الفكرية والتقنية والعلمية.

وقد لا يشكل هؤلاء ومن منظور أي مراقب خارجي، أي خطر على النظام الايراني ، ولا حتى على الدولة العراقية المستضيفة لهم، كونهم محاصرين ومجردين من الاسلحة، كما وأيضاً نظراً لقليل عديدهم، ولتشبثهم بمبادئهم السلمية الثقافية وغير القتالية. وفي هذا السياق يؤكد المسؤولون عنهم على الطابع السلمي للمنظمة ، ويصرون على حصر مقاومتهم بمناهضة النظام القائم في إيران دون سواه من الانظمة أو الحركات، مبعدين احتمال تدخلهم بأي صراعات أخرى يعتبرونها جانبية أو حتى سلبية بالنسبة لهم، حتى "لا تتشعب القضية" كما يقولون، وحتى لا يتحولوا لورقة ضغط إقليمية في يد من يهمه الأمر. وهم في الواقع ما زالوا حالياً على لائحة الارهاب الاميركية، بالرغم من رفع إسمهم عن لائحة الارهاب في بريطانيا بقرار من مجلسي النواب واللوردات البريطانيين بتاريخ 23 حزيران، من الشهر الماضي.
وتعتبر بعض التنظيرات أن تواجدهم على لائحة الارهاب الاميركية مرحلي، إذ ترى أن الولايات المتحدة مثلما اضطرت أثناء الغزو إلى قصف مقرات تجمعهم، إرضاءً لإيران، سوف تضطر في المرحلة المقبلة إلى التعاون معهم لأن خيارات المجتمع الدولي عامة وليس فقط الولايات المتحدة باتت محدودة بالنسبة للملف النووي الإيراني. ولكن هناك نظريات أخرى تقول إنه لن يتم رفعهم عن لائحة الارهاب الاميركية، كونهم يطرحون موقفاً مضاداً للعمل العسكري ضد إيران ويعلنون إنهم لن يكونوا طرفاً فيه. وفي وقت تنفي مصادر هذه المنظمة أية علاقة مباشرة مع الولايات المتحدة ،إلا أن الواقع يشير إلى عدم استبعاد تواجد خيوط غير منظورة لتعاون محتمل معها حالياً، وإلا لكانت الجهات المرتبطة بإيران في العراق عملت بقدر المستطاع على الاجهاز عليهم نهائياً.
أما من ناحية الموقف العربي تجاه هذه المنظمة فمن الملاحظ أنه بدأ يأخذ منحى مغايراً للذي كان قائماً في السابق، أي في عهد صدام حسين، وذلك تماشياً مع الموقف الموحد لعموم الانظمة العربية، والشاجب لإصرار إيران على مضيها في مشروعها لتخصيب اليورانيوم، والتعامل بالتالي مع مواد نووية قد تشكل احتمالات تجييرها لأغراض عسكرية خطراً مباشراً على كافة الاقطار العربية المجاورة، وعلى منطقة الخليج بشكل خاص. ولعل من المفارقات المهمة في وجود عناصر "مجاهدي خلق" داخل العراق أنهم خرجوا سالمين من محنة الحرب الطائفية التي كانت تهدد الكيان العراقي كما الاقطار المجاورة. وإذا كان من المفترض أن توجه ضدهم أعمال العرب السنة في العراق كونهم شيعة، وأن توجه ضدهم أعمال الشيعة لأنهم يقاومون النظام الايراني، إلا أن هذا الافتراض انقلب عكساً من ناحية أنهم تمكنوا وعلى قلة عديدهم من استقطاب جمهور كبير من العراقيين من الطائفتين الشيعية والسنية ضمن مهرجان تضامن وتأييد عارم حصل في الموقع، خلال شهر حزيران الماضي. لذا يمكن اعتبارهم عامل جمع بين العراقيين المنتمين لأطراف ومذاهب مختلفة، وهو دور أقل ما يقال فيه إنه يتلاقي والموقف العربي بشكل عام، الشاجب لأي نزاع مذهبي داخل الاسلام. وضمن هذا التوجه ينفي المسؤولون داخل هذا الموقع وجود أية علاقة لهم بفصائل الارهاب ذات الطابع الطائفي في العراق، ويؤكدون على حسن العلاقة مع الجميع ولا يسألون من يأتيهم إلى أية جهة أو طائفة ينتمي. هذا مع العلم أن العديد من مواطني منطقة ديالى التي ينتمون جغرافياً إليها، يشيرون إلى أن هذا الموقع محمي من المقاومة الاهلية العراقية، أي المقاومة الشعبية لكافة أنواع العنف في العراق والمتمثلة حالياً بما يسمى "الصحوات"، والتي تضم غالبية العشائر والعائلات العراقية السنية والشيعية على السواء، والتي تعمل جاهدة ليلاً ونهاراً لمقاومة الارهاب المذهبي المزروع في العراق بأيدٍ غريبة ومغرضة.