دنيا الوطن – فاتح المحمدي: إنکار حقيقة و واقع ملموس و رفض الاقرار و الاعتراف بها لايعني أبدا بعدم وجود تلك الحقيقة أو إلغائها فالحقيقة حقيقة قائمة و الوهم عکسه،
ومن طابع الانظمة الدکتاتورية القمعية ممارسة الکذب و التمويه فيما يتعلق بالمعارضات الوطنية ضدها، وهم يظنون بأن إتباع هکذا نهج من الممکن أن يحميهم من السقوط و يدفع بالشعب للإبتعاد عن معارضيهم، ولکن لاريب من إن هذا التصور هو المستحيل بعينه.
خلال المواجهة الضارية المستمرة بين المقاومة الايرانية من جهة و بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة ثانية و التي تدور رحاها منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، زعم النظام کثيرا و ملأ الدنيا صخبا بأنه قد قضى على المقاومة الايرانية ولم يعد لها من وجود، وقد إستفاد النظام کثيرا من الامتيازات و الامکانيات المتاحة و المتوفرة لديه من أجل تصعيد مواجهته ضد المقاومة و عزلها او تهميشها في سبيل الادعاء بأنه قد قضى عليها قضائا مبرما، لکن المقاومة الايرانية التي تشکل منظمة مجاهدي خلق رأس حربتها و عمودها الفقري، لها خبرات و ممارسات و تجارب لايستهان بها أبدا في مجال مقارعة النظام الايراني، ولئن کانت الهجمات التي قادها النظام وعلى مختلف الاصعدة قوية و قاسية، لکن المقاومة الايرانية بخبرتها الطويلة و العريقة و بممارساتها النضالية، نجحت في إمتصاص زخم تلك الهجمات و لم تسمح لها بتحقيق الاهداف النهائية المرجوة منها.
هذا النظام الذي لم يکف عن قمع الشعب الايراني بمختلف الطرق و الوسائل. فإنه قام في نفس الوقت بأشرس الهجمات ضد المقاومة الايرانية بشکل عام و منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص، خصوصا وإنه يعلم جيدا بالعلاقة المتينة و الراسخة بين الشعب و المقاومة الايرانية وقد إستهدف المقاومة الايرانية لإنه کان يعرف بأنها باتت کالمنار للشعب و کمصدر عزم و إلهام، ولأکثر من مرة سبق وان أعلن النظام الايراني بأنه قد قضى على المقاومة الايرانية ولم يعد لها من وجود، لکن النشاط و الفعاليات و التحرکات المستمرة لها فضحت النظام و کشفت کذبه
مع الاعتراف بقساوة و عنف و وحشية تلك الهجمات، لکنها وعلى الرغم من ذلك لم تتمکن من تحقيق الهدف الاهم و الاستراتيجي وهو القضاء على المقاومة الايرانية عبر إسکاتها، لکن الاهم من ذلك ان المقاومة الايرانية وهي تقوم بواجبها النضالي الوطني بالتصدي للهجمتين، فإنها لم تقف عند حد إمتصاص زخم الهجمات و إفراغها من تداعياتها المستقبلية على المقاومة الايرانية، وانما ردت الصاع صاعين عندما صعدت من نضالها و کفاحها حتى وصلت الى حد نجاحها الکبير في التمکن من مقارعة النظام ليس داخليا وانما حتى على الصعيد الدولي و يکفي أن نشير الى نجاحها الکبير بتدويل قضية صيف عام 1988، و الذي أفرح الشعب الايراني و أثلج صدور أصدقاء و أنصار المقاومة، کما حققت قبل ذلك إنتصارات باهرة أخرى بکشفها لمخططات النظام السرية على صعيد ملفه النووي و على صعيد ملف حقوق الانسان و على صعيد تدخلاته السافرة في الشٶون الداخلية لبلدان عربية عديدة، وفي الوقت الذي کان کانت المقاومة الايرانية و الشعب الايراني و أصدقائهما يحتفلون بهذه الانتصارات فإن النظام الايراني کان ولايزال منهمك بحصاده المر!