دنيا الوطن -ليلى محمود رضا: أحيانا يشکل الکشف عن سر مهم ولکن صغير في فسح المجال أمام الکشف عن سلسلة طويلة من أسرار أکبر و أخطر،
وهناك الکثير من الامثلة المختلفة على ذلك، خصوصا في البلدان التي تحکمها أنظمة دکتاتورية إستبدادية قمعية، وإن قيام منظمةهيومن رايتس ووتش” المعنية برصد انتهاكات حقوق الإنسان، بإدانة إرسال السلطات الإيرانية أطفالا للقتال بصفوف قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا وذلك عقب نشر التلفزيون الإيراني مقطع مقابلة مع طفل مجند في الثالثة عشرة من عمره، وقال إنه جاء إلى سوريا تحت تأثير قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، المصنف على قائمة الإرهاب، يمثل في الحقيقة غيضا من فيض ماقد إرتکبه و يرتکبه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحق الشعب الايراني.
هذه المنظمة التي ذکرت يوم الجمعة المنصرم من إن إرسال الحرس الثوري لأطفال إيرانيين و أفغانيين للقتال في سوريا، يعتبر”جريمة حرب”، يجب أن نشير هنا الى أن المعارضة الايرانية النشيطة الفعالة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية سبق وإن حذرت من مختلف الممارسات و الاعمال المريبة للنظام القائم في إيران تجاوزت هذا الحد اللاإنساني في التعامل مع الطفولة، ولعل الکتاب الذي بادرت المعارضة الايرانية في الولايات المتحدة الامريکية الى نشره و الذي يشير في طياته فضائح مدوية من قبيل إعدام أطفال و نساء و القيام بعمليات إبادة جماعية تحت مسوغ فتوى دينية مخالفة للإسلام نفسه، يمثل دليلا جديدا عمليا ضد هذا النظام خصوصا وإنه يحفل بکم هائل من الادلة و المستمسکات التي تدين هذا النظام و تفضحه و تثبت مدى إيغاله في الجريمة و معاداة کل ماهو إنساني.
ماتقوم منظمات مدافعة عن حقوق الانسان نظير”هيومن رايتس ووتش” و غيرها بنشرها بخصوص تجاوزات و إنتهاکات و جرائم و مجازر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إنما هو غيض من فيض ماقم و يقوم به هذا النظام و الذي تجاوز کل الحدود و المقاييس، والذي يجب أن نأخذه بنظر الاعتبار هو إن طهران تقوم بإرتکاب مجازر و إنتهاکات فظيعة في بلدان المنطقة ولاسيما تلك الواقعة في ظل نفوذها من خلال عملائها المتمثلين في الاحزاب و الجماعات التابعة لها في بلدان المنطقة، والتي يجب أن تٶخذ أيضا بنظر الاعتبار وأن لاتهمل.
مايعاني منه الشعب الايراني الى جانب شعوب المنطقة من جرائم و إنتهاکات و مجازر هذا النظام، لابد وأن يجري العمل من أجل وضع حد نهائي له و الذي لن يتم إلا بمحاسبة هذا النظام وإن مجزرة صيف عام 1988، التي أعدم هذا النظام خلالها أکثر من 30 ألف سجين سياسي دونما وجه حق و أي إعتبار أو سند و مبرر قانوني، تعتبر أفضل دليل و مستمسك قضائي يعتد به بهذا الصدد.