وكالة سولا پرس – حسيب الصالحي: لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبسبب من ترکيبته الغريبة و سياساته العدوانية، الکثير من الاعداء و من مختلف المشارب و الاتجاهات، ولأجل ذلك فإن هذا النظام يخوض العديد من المواجهات و الحروب، لکن الذي يلفت الانظار و يجذب الانتباه، هو إن الحرب الاکثر جدية و ضراوة وقسوة و عنفا له، هي الحرب التي يشنها ضد المقاومة الايرانية.
المقاومة الايرانية بما تمثله و تجسده من بديل سياسي ـ فکري جاهز لنظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية و إمتلاکها لديناميکية متميزة في تحرکاتها و نشاطاتها السياسية و الاعلامية و الفکرية و لحضورها الفعال على الصعيد الدولي، فإنها تشکل صداعا و أرقا مزمنا لطهران ينقلب أحيانا الى کابوس مرعب عندما تتناقل وسائل الاعلام الاقليمية و العالمية لنشاطاتها و تحرکاتها و تصريحات زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي.
مراجعة الاعوام الماضية، حافل بسجل طويل عريض من الحملات المشبوهة التي قادها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد المقاومة الايرانية في سبيل التشکيك بها و النيل من دورها و حضورها الدولي، خصوصا من خلال شبکة من الجواسيس و العملاء الذين تم إفتضاح عدد ملفت للنظر منهم، غير أن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار هو أمرين مهمين:
أولهما: النظام لايکف ولايتخلى أبدا عن محاولاته و مساعيه المشبوهة عبر حربه الخاصة ضد المقاومة الايرانية و يستمر فيها رغم الفشل و الاخفاق الذي يحققه بهذا الصدد خصوصا بعد نجاح عملية النقل السلمي ل3000 آلاف معارض إيراني من مخيم ليبرتي الى ألبانيا مما تم إعتباره بمثابة نصر باهر للمقاومة الايرانية.
ثانيهما: المقاومة الايرانية متيقظة و نبهة على الدوام ازاء الحملات النفسية و السياسية و الامنية و غيرها التي يشنها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضدها وبشهادة الاعداء بل و حتى بشهادة قادة النظام نفسهم فإنها ليس صمدت بوجه هذه الحرب وانما أيضا ردت الصاع صاعين.
أهمية و جدية حرب طهران ضد المقاومة الايرانية يأتي من کونها کما أسلفنا تشکل و بإعتراف مختلف المراقبين و المحللين السياسيين، البديل الجاهز للنظام و من إنها تحمل برنامجا سياسيا ـ إجتماعيا ــ إقتصاديا ـ فکريا شاملا للأوضاع في إيران، ومن هنا فإن النظام الايراني يقوم بصرف جل جهده في سبيل مواجهة و کبح جماح الصعود و التألق لهذه المقاومة و السعي للحد من دورها و نشاطها، لکن، من الواضح بأن ليس هناك من أي مٶشر يدل على ذلك بل وان العکس هو الصحيح وإن المقاومة الايرانية التي يعتبرها هذا النظام بمثابة العدو رقم واحد له، يمثل و يجسد آمال و تطلعات الشعب الايراني، وهنا يکمن السبب الاساسي لهذا العداء.