الملف :وفي الوقت الذي ننتظر فيه بعين الريبة والخشية من الاهداف الحقيقي للزيارة احمدي نجاد, فأننا كنا ولا زلنا نأمل ان يسمع من مضيفيه ما يدافعون به عن العراق .. عن أمنه وسيادته, أي انهم يتحدثون بأسم العراق, ونتمنى أن تكون المباحثات بين ممثلي البلدين كما يجب ان تكون, وأن تطرح أمام الرئيس الايراني كل المشاكل التي يعاني منها العراق بسبب التدخل الايراني في شؤونه الداخلية على حقيقتها, وأن تطرح أمامه كل التجاوزات و الخروقات الايرانية لسيادة العراق منذ الغزو الامريكي لبلدنا العزيز وحتى يومنا هذا بالرغم من النفوذ الكبير الذي تتمتع به ايران داخل الحكومات المتعاقبة في زمن الاحتلال .. فهل أن الرئيس الايراني سيستمع الى مطالب العراق؟
وأذا كان ينوي تفقد نفوذه وقوات حرسه ومخابراته وفرق الموت التي زرعها داخل العراق ولا زال يدعمها وهو غير مكترث باستنكار العراقيين النجباء المستنكرة لاعمالهم الاستفزازية وجرائمهم .. فأننا نستنكر هذه الزيارة الخرقاء لرئيس هذا النظام الدموي المتعطش للدماء والذي كان السبب الرئيسي لكل اشكال الموت والدمار الذي عم بلدنا العزيز للفترة التي تبعت الاحتلال وليومنا هذا.
كان هذا النظام يحث اتباعه ويبث زمره التخريبية في كل شبر من ارض العراق .. يزرعون الرعب والموت فيه , وبعد الاحتلال تضاعف جهده بشكل أوصل العراق وشعبه الى ماهم عليه اليوم.
واليوم وقبل زيارة الرئيس الايراني للعراق أنبرى عدد من كبار المسؤولين في الحكومة العراقية ليدافعوا عن جرائم النظام الايراني وكأنهم يقولون أن ما يقال عن ايران وجرائمها في العراق ماهي ألا أكاذيب وأن ايران هي صديق حميم للعراق ويهمها أمنه وسيادته واستقراره , لكن الحقيقة أن ايران لايهمها ألا مصالحها وتحقيق اطماعها في العراق عن طريق عملائها فيه أو بطرقها المعروفة, وبالمناسبة. فأن ايران لاتهمها مصلحة عملائها, فهم بالنسبة لها وسيلة رخيصة لتحقيق اهدافها.
أذن لنرى ماذا سيقولون المسؤولون في الحكومة العراقية للسيد نجاد خلال زيارته غدا لبغداد .. وهذا مالا نبني عليه آمالا كبيرة, ولكن نقول للقوى الوطنية التي تدعي أنها تمثل نبض الشارع العراقي من المشاركين في الحكومة أو خارجها والتي ستسنح لها الفرصة لقاء هذا الزائر الذي يدعم الارهاب في العراق وساهم بشكل كبير في عملية أحتلاله من خلال تقديمه خدمات لوجستية ومعلوماتية للغزاة , أن يواجهوه بالحقائق التالية:
فيما يخص سرقة ايران لنفط العراق وبالرغم من نفي السيد موفق الربيعي لما جاء بتصريح السيد محمد الحاج حمود وكيل وزارة الخارجية العراقية المتعلقة بالتجاوزات الايرانية على النفط العراقي, فأن المعلومات التي يعرفها الشارع العراقي وتعرفها دوائر الحكومة العراقية المختصة وخاصة شركة نفط الجنوب التي تؤكد أن الجانب الايراني مستمر بخروقاته وتجاوزاته على حقول النفط العراقية الواقعة على الحدود بين البلدين واستمرار ايران فعالياتها في الحفر والانتاج للآبار النفطية بين البلدين وما زالت الكوادر النفطية العراقية غير قادرة على الوصول الى آبارنا النفطية القريبة من الحدود لسبب ممانعة الجانب الايراني وتعرض هذه الكوادر الى اطلاق النار عليهم من ايران مما أدي الى توقف عمليات الصيانة والمراقبة للكثير من آبارنا النفطية وحرمان العراق من استثمارها, بالوقت الذي تستمر ايران باستثمار حقولها النفطية المقابلة لحقولنا مما يؤدي ذلك الى استنزاف حقولنا وهجرة النفط العراقي من آبارنا باتجاه الاراضي الايرانية.
ولا زالت الحكومة الايرانية تتجاهل عشرات مذكرات الاحتجاج الصادرة من الدوائر العراقية المختصة الى الجانب الايراني والذي لم بعر لها اية أهمية.
ومن المستغرب أن السيد وزير النفط العراقي قد قلل من أهمية هذه التجاوزات في تصريحه بعد أن أهمل مقترحا لجهات عراقية مختصة قدم له في حزيران عام 2007 بارسال مبعوث شخصي عنه الى ايران لبحث هذا الموضوع .. وهو يعرف ايضا أن نشاطات الحفر والانتاج النفطي لحقول ايرانية تبعد من (500 – 800 م) مقابل حقول الفكة (15, 18, 4) و حقل ابو غرب (16) الحدودية , وأن السيد الوزير يعرف تماما أن كوادر هيأة حقول ميسان غير قادرة على الوصول الى عدد كبير من الآبار بسبب ممانعة الجانب الايراني , وهو يعرف ايضا أن الجانب الايراني قد قام بأعتداء سافر في حزيران 2007 على حقول نفط ( بئر ابو غرب 17 ) وأسر العديد من الحراس العاملين في هذه الحقول , ولا زالت الجهات الايرانية ذات العلاقة تدعي عدم أمتلاكها أية معلومات عن أعتقال هؤلاء الحراس .
كما أن الجانب الايراني لازال يمنع فرق الصيانة لآبار حقول ( البزركان ) في محافظة ميسان من ممارسة أعمالهم بسبب تعرضهم المستمر لاطلاق النار من الجانب الايراني .
وفيما يخص دعم ايران للارهاب في العراق فأن الشارع العراقي يمتلك الكثير الكثير من الادلة الدامغة والموثقة لدى السلطات العراقية المختصة على ضلوع هذا النظام في دعمه للارهاب في العراق وخاصة تنظيم القاعدة الارهابي وتنظيمات أخرى لاتقل خطورة عن تنظيم القاعدة.
كما لا يخفى على الجميع أن بين العراق وأيران الكثير من المشاكل المعلقة بقيت بدون حل منذ مدة طويلة الى يومنا هذا بسبب التعنت الايراني والمماطلة في حلها وان تاخير حلها يسبب للجانب العراقي خسائر مادية ومعنوية كبيرة بالوقت الذي لا يسبب للجانب الايراني أية خسائر وهذا ما يؤكد تعمد الجانب الايراني واصراره على الحاق افدح الضرر بالعراق بالرغم من التودد الكبير الذي أظهرته لهذا النظام كل الحكومات العراقية التي تلت الغزو الامريكي لهذا البلد .. وباصراره على موقفه هذا يتبين لنا أنه ليس في نيته تحسين العلاقات مع العراق وانه سائر وبخبث كبير الى عدم تجاوز أثار هزيمته النكراء التي لحقت به بعد حرب الثمان سنوات .. والادلة كثيرة على ذلك منها المماطلة في موضوع اتفاقية الجزائر التي تم بموجبها تحديد الحدود الدولية البحرية والبرية بين البلدين وخاصة في شط العرب ومسار خط التالوك, ومماطلتها في أنهاء موضوع تحديد الجرف القاري بين البلدين بالوقت الذي تستمر مفاوضاتها مع الجانب الكويتي حول هذا الموضوع مستبعدين الجانب العراقي عن تلك المباحثات .. ومن جراء ذلك لحقت بالعراق اضرار جمة اصابت المواطن العراقي قبل أن يصيب الضرر الدولة العراقية ناهيك عن موضوع سيادة العراق, وهم يتصرفون بدون أي أعتبار لاي عمل يقومون به, فقد لحقت بالمواطنين العراقيين أضرار كبيرة من خلال أعتقال العديد من صيادي الاسماك في شط العرب وأحتجاز ومصادرة زوارقهم بحجة التجاوز على المياه الاقليمية الايرانية وأستمرار أعتداءات الحرس الثوري على الصيادين العراقيين بشكل مستمر .. كما أن القصف الايراني المستمر على الاراضي العراقية في المناطق الكردية بحجة مطاردة حزب العمال الكردستاني (بجاك) سبب نزوحا للمواطنين من قراهم ولحقت بدورهم ومزارعهم أضرار كبيرة.
أما الاضرار التي اصابت الدولة فهي كثيرة ومنها قيام الجانب الايراني بمساندة ودعم عمليات تهريب النفط ومشتقاته من خلال تأمين الحماية للمهربين ورفع العلم الايراني على الناقلات التي تقوم بالتهريب.
كما أن أيران لاتزال تحتفظ بـ(141) طائرة عراقية منها ( 37 ) طائرة مدنية أودعت لديها أثناء أحداث الكويت عام 1990 وكانت ترفض أعادتها للعراق بحجة أنها ملتزمة بالقرارات الاممية لكون العراق تحت الحصار الدولي وتارة أخرى تظهر تصريحات من بعض المسؤولين الايرانيين بأن أيران تعتبر تلك الطائرات هي تعويضا عن الاضرار التي لحقت بها من جراء حرب الثمان سنوات, وهي لازالت ترفض تسليم الطائرات ولم تدخل مع الحكومة العراقية أي مفاوضات جادة بشأنها وكذلك ترفض أعادة السفن والقطع البحرية العراقية المحتجزة لديها, ولم تعترف بمصادرة حفار نصر العراقي الذي تقدر قيمته بـ( مليار دولار), وهي لم تنهي ملف الاسرى والمفقودين ورفاة الشهداء الموجودين لديها لحد الان بالرغم من وجود دلائل لدى الدائرة القانونية في وزارة الخارجية ومنظمة الصليب الاحمر الدولية حتى قبيل الاحتلال الامريكي للعراق أن أيران تحتفظ بأكثر من (5000) اسير عراقي وعدد كبير من رفاة الشهداء.
هذا غيض من فيض حيث يتعذر علينا وفي هذا المقال أن نغطي كافة جرائم هذا النظام بحق شعبنا .. ولكن المهم هو من المرشح الذي سيواجه أحمدي نجاد بهذه الحقائق ودور النظام الذي يقوده هذا الرئيس بكل ما يجري في العراق؟ هل أن الحكومة العراقية مؤهلة لطرح هذه المواضيع وأمثالها للسيد نجاد؟ أن أغلبية شعبنا الصابر المحتسب لن يتوقع خيرا منها طالما أن فيها من يدافع عن نظام متهم بجرائم ضد الانسانية بحق 25 مليون عراقي وأملنا هو أن تقوم الكتل السياسية التي تدعي بأنها وطنية تعمل وتناضل من أجل العراق وليس لها أجندة خارجية ولم تؤتمر بأمر الاحتلال أو غيره أن يقوموا بمثل هذه المهمة التاريخية وفي هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ شعبنا.
على القوى الوطنية أن تؤكد وطنيتها للشارع العراقي من خلال تأكيدها للرئيس الايراني الزائر وتطلب منه الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلدنا وأن ينهي تجاوزات نظامه على أمن وسيادة العراق وأستباحة دم العراقيين وتؤكد على شرعية وجود منظمة مجاهدي خلق الايرانية على الاراضي العراقية, فهذه المنظمة موجودة في العراق كلاجئيين منذ أكثر من عشرين عاما وتربطهم علاقات وشيجة مع مختلف شرائح المجتمع العراقي وأيد تواجدها في العراق أكثر من خمسة ملايين مواطن عراقي وهي نسبة كلبرة من سكان العراق تفوق نسبة التأييد التي حصل عليها أي مكون سياسي عراقي ويعيشون الان في مدينة اشرف في صحراء العظيم مجردين من أي سلاح تحت الحماية الدولي استنادا الى اتفاقية جنيف الرابعة ولا يسمح لهم نمغادرة هذه المدينة ألا برفقة قوات الاحتلال , ومع ذلك فأن النظام الايراني وأذنابه لم ينفكوا يوما ألا ويتهمونهم يوميا بجرائم مزعومة لايصدقها حتى المجانين , فتارة يتهمونهم بأثارة الشغب والعنف في مدينة الاعظمية وتارة أخرى يتهمونهم بجرائم ارهابية يرتكبها النظام الايراني في وضح النهار وتارة أخرى يدعون بأن لهذه المنظمة علاقات مع جماعة اليماني, وآخر افتراء على هذه المنظمة هو ما أشاعته القنصلية الايرانية في البصرة أن منظمة مجاهدي خلق تخطط لاغتيال السيد الوائلي محافظ البصرة وأثارة الفتن في هذه المحافظة, ناسين في نفس الوقت أن شرفاء العراق ووطنييهم يعرفون تماما الوضع المزري الذي تعيش به حاليا منظمة مجاهدي خلق, فهي تعاني من قلة المياه وقلة الدواء والغذاء بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل قوات القدس وعملائهم حيث لايمر يوم ألا وارتكبوا بحق هذه المجموعة المجاهدة أخس الجرائم وكان أخرها تفجير مضخات المياه التي ترتوي منها هذه المدينة .. وبالرغم من كل ما يعانيه أفراد هذه المنظمة ألا انهم صامدون بوجه الريح الصفراء ويعملون جاهدين من أجل تحقيق أهدافهم وهو العيش بسلام لهم ولكافة أفراد الشعب الايراني ومجتمع يسوده السلام والعدالة والاستثمار الامثل لثرواتهم النفطية التي يبددها النظام في مشاريع يدعمون من خلالها الارهاب العالمي وخير دليل على ذلك محاولة هذا النظام أمتلاك السلاح الذري … وبالرغم من كل ذلك لازال النظام الايراني يتدخل في شؤون العراق الداخلية وتضغط باتجاه تشديد القيود المفروضة على هذه المنظمة وطردهم من العراق خلافا لكل الاعراف الوضعية والسماوية والانسانية وتمارس ضدهم ابشع انواع الارهاب وفي الارض العراقية ناسين أن أي اعتداء ايراني على أي انسان في العراق يعتبر مساسا بأمن وسيادة العراق.
وأستنادا لما تقدم فأنه ينبغي على كل الشرفاء في العراق والذين ستسنح لهم الفرصة في مقابلة هذا الرئيس الملطخه يديه بدم شعبنا أن يعرفوا أن بلدهم محتل وهو الان تحكمه القوانين الاممية حسب قرارات مجلس الامن الدولي, وأن موضوع تحريره من الغزاة أمر يهم الشعب العراقي وهو الذي يختار الطريقة التي سيحرر بها بلده ولا ينتظر من النظام الايراني أن يعينه على هذا التحرير بعد أن ساهم وبشكل فعال بأحتلاله وأن كل ما يدعيه هذا النظام من مساندة القوى الوطنية من أجل التحرير ماهو ألا أكاذيب وبالعكس فأن هذا النظام قد تسبب في قتل الالاف من ابناء شعبنا وأشاع الرعب والدمار في كل شبر من ربوع عراقنا الحبيب وهو مسؤول أمام الله أولا وثم أمام الشعبين الراقي والايراني عن كل المآسي التي سببها بحق الشعبين المسلمين الجارين.