وكالة سولا پرس – ثابت صالح: يبذل الرئيس الايراني حسن روحاني، قصارى جهده لکي يظهر نفسه أمام العالم کإصلاحي معتدل يطمح الى إجراء ثمة تغييرات في النظام، وان الطموح الغربي المتزايد الى حل الکثير من المشاکل و الازمات المتباينة ذات الصلة بالدور المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من دون مجابهة عسکرية، يجد نفسه مضطرا في أغلب الاحيان للإستماع الى روحاني و السعي للتقرب منه أکثر على أمل تحقيق الغايات الدولية المرجوة في إيران.
الملفات و المواضيع المتشعبة على الصعيد الايراني و التي تثقل کاهل النظام الايراني و تجعله يئن تحت وطأتها، يحاول روحاني دفع الغرب لإعادة النظر في بعض منها على أمل أن تکون هذه البادرة الغربية دافعا لدفع نظامه لإبداء المزيد من الليونة و المرونة و إندفاعه على أثر ذلك ثمة خطوة نوعية للأمام، والذي يلفت النظر أن روحاني يطلق تصريحاته بمنتهى الدقة بحيث تتميز بإنتقائية خاصة تتناسب مع خطورة و حساسية المرحلة الحالية و التي بات العالم کله يدرك و يعي بوضوح أن هناك تراجع فاحش في موقف النظام الايراني على أکثر من صعيد وان مشاکله و ازماته تتجه للمزيد من الصعوبة و التعقيد، لکن روحاني، وباسلوب و تعامل خاص يزاوج فيه بين تجربته الماضية في مجال التفاوض بخصوص الشأن النووي مع الغربيين، وبين الاوضاع الحالية المتردية جدا للنظام، يحاول إدافة تلك المشاکل ببرنامج عمله و السعي لحلها او التصدي لها بطريقة غير مباشرة، لکن و کما هو واضح جدا فإن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، تقف على الضد من روحاني و تحمل برنامجا طموحا بات يلفت أنظار العالم کله لما يحويه من نقاط و أمور إيجابية لا لإيران فقط فحسب وانما للمنطقة و العالم أيضا.
الالتفاف على منظمة مجاهدي خلق التي بدأت تتجاوز الکثير من الخطوط الحمراء و البرتقالية للنظام و صارت تشکل تحديا بالغ الجدية للنظام خصوصا وان العديد من الاوساط السياسية الفعالة و دوائر قرار مهمة طفقت تهتم لطروحاتهم و وجهات نظرهم و تجعلها منطلقا و اساسا في تعاملها و تعاطيها مع النظام الايراني، هذا الموضوع يمکن القول أنه بالنسبة للنظام الايراني بخطورة ليس ملفه النووي وانما حتى بخطورة وجوده و مصيره، ذلك أن النظام يعلم جيدا بأن منظمة مجاهدي خلق من النوع الذي لايمکنه أبدا ترك الامور و القضايا من دون حسم وإن هذا النظام الذي تمکن من خداع المجتمع الدولي لأعوام طويلة بشأن الموقف من منظمة مجاهدي خلق يعلم يقينا بأن المنظمة وبعد أن کسرت و حطمت معظم الاطواق و القيود المفروضة عليها فإنها تتجه لتصفية حسابها مع النظام.
المشکلة التي لايفهمها النظام و لايستوعبها روحاني أيضا هي أن اليوم غير البارحـة تماما، وان قواعد اللعبة قد تغيرت بصورة غير مسبوقة و لم يعد بالامکان أبدا إبقاء منظمة مجاهدي خلق مجرد متفرج او مراقب في المدرج، لأن المنظمة قد کانت و لاتزال تعتبر لاعبا رئيسيا في الملعب الايراني، وان الذي يقصي هذا اللاعب ليس النظام ولا أمريکا و لا الغرب برمته وانما الشعب الايراني فقط، لکن الاخير و کما دلت و تدل مختلف المؤشرات و المعطيات صار يضع کل ثقته و إعتماده على هذه المنظمة من أجل تحقيق التغيير الکبير في إيران، وهو إسقاط النظام الديني و تحقيق الحرية و الديمقراطية له.