الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

اخبار: مقالات رسيده... رقص إيراني حول حرائق عراقية

… رقص إيراني حول حرائق عراقية

Imageزهير المخ-الراية القطرية :لم تخف المصادر الأمنية العراقية حقيقة أن هذه الشبكة كانت وراء اختلاق العديد من عصابات القتل المسؤولة عن جرائم تصفية علماء وأطباء ومهندسين وضباط عسكريين وطيارين وأساتذة جامعات وصحفيين وكتاب وأدباء ورجال دين معتدلين أيضا.كما أن التحقيقات المعمقة التي تواصل القوات الأمنية العراقية إجراءها مع عشرات العناصر القيادية في الميليشيات الشيعية، تمخضت عن اكتشاف عدد من خلايا الخطف ، أي تلك التي كانت مسؤولة عن العناصر التي يمولها فيلق القدس أحد فصائل الحرس الثوري الإيراني لارتكاب جرائم اختطاف مواطنين عراقيين وتعذيبهم وقتلهم،

 إضافة إلي القيام بعمليات زرع العبوات الناسفة علي الطرق والتي غالباً ما تؤدي إلي إزهاق أرواح مواطنين مدنيين أبرياء.
لكنّ الأهم في تقدير هذه المصادر هي ما يمكن تسميته ب الصحوة الأمنية في الوسط الحكومي الشيعي، في مواجهة المخطط الإيراني القاضي بزرع عناصر في مواقع مهمة وواسعة داخل الأجهزة الحكومية المختلفة، بما فيها الأجهزة الأمنية العراقية، حيث وصفت هذه المصادر سبل الخداع التي يتعامل بها المسؤولون الإيرانيون مع هذه الأجهزة، فهم برغم التأكيدات التي لا يتوانون عن تكرارها علي مسامع نظرائهم العراقيين في كل مناسبة، يزدادون صلافة في تجاوز كل المحرمات، دافعين بالمزيد من الأسلحة والقذائف التي تستعملها العناصر المشبوهة ضد مواقع خاصة بالقوات الحكومية العراقية أو بالقوات الأمريكية.
إلا أن الأمر يزداد خطورة علي نحو خاص حينما تنبع الرغبة الإيرانية في التدخل بالشأن العراقي من معطيات طائفية، وذلك لاعتبار بسيط وهو أن إيران مؤهلة و قادرة أكثر من غيرها للعب أدوار متباينة في العراق بحكم العلاقات التاريخية مع الحالة الشيعية العراقية والتقارب الجغرافي.
وبالفعل، فقد سعت طهران، منذ الإطاحة بنظام صدام حسين، إلي دفع الأحزاب الشيعية العراقية للانخراط في العملية السياسية استناداً إلي الزيادة الديمغرافية الملحوظة في عدد شيعة العراق يضمن سيطرتها علي القرار السياسي في البلاد. وفي المحصلة، استطاعت طهران جني ثمار فوز الائتلاف الشيعي العراقي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام 2005، وهو الائتلاف الذي يضم في صفوفه المجلس الإسلامي الأعلي بزعامة عبد العزيز الحكيم وهو من أكثر المجموعات الشيعية ولاء للسياسة الإيرانية، إضافة إلي حزب الدعوة.
غير أن خريطة طريق التدخل الإيراني في الشأن العراقي معقدة إلي حد كبير، فهي تتراوح بين التدخل المباشر و غير المباشر ، من بينها توثيق العلاقات مع التيار الصدري وسد احتياجاته من الدعم العتادي لمليشيا جيش المهدي ومليشيا فيلق بدر ، إضافة إلي شراء الولاءات عبر واجهات اجتماعية خيرية . وعلي الرغم من النفي الإيراني المتكرر للتدخل في الشؤون العراقية، فإن البعض يعتقد أن التورط الإيراني يستهدف بالأساس التأثير في تحديد ملامح الخريطة السياسية المستقبلية، وبالتالي حجم النفوذ في مراكز صنع القرار السياسي في العراق. وهناك ثمة من يعتقد أيضاً أن لدي طهران أوراقا إستراتيجية رابحة وجاهزة للاستخدام للتأثير علي المستقبل السياسي للعراق متمثلة في بعض الرموز في الحكومة الحالية التي لم تستطع أن تحافظ علي مسافة ما عن سياسة طهران، بل ظلت تدور في فلك سياساتها لاقتناعات أيديولوجية أو ربما لمصالح متبادلة.
في هذا السياق، تشير المعلومات المتراكمة لدي الأجهزة العراقية الأمنية المختصة والتي أسفرت عنها تحقيقات أجريت مع العديد من العملاء الإيرانيين الذين تمّ إلقاء القبض عليهم بعد تسللهم إلي مناطق عراقية خلال السنوات الأربع الماضية، إلي أن الحرس الثوري الإيراني إلي جانب امتلاكه القوات الاستخباراتية والقتالية، يدير مؤسسات ودوائر تعد الكبري في الاقتصاد الإيراني، وهو مسؤول عن نشاطات تجارية واسعة في مجال النفط والغاز، وأن أكثر من 100 شركة إيرانية كبيرة مرتبطة بالحرس، حيث يبلغ رأس المال الذي يسخره في مجالات النفط والزراعة حوالي 219 تريليون دينار عراقي.
ثمة هدف آخر تسعي طهران إلي تحقيقه ويتمثل أساساً في التخفيف من وطأة الضغوط الأمريكية عليها خصوصاً بشأن ملفها النووي المتفجر. ولئن كانت الضغوط الأمريكية شديدة الوطأة علي طهران، فإن القيادة الإيرانية باتت تدرك، ربما أكثر من غيرها، أن أي نجاح أمريكي في العراق يعني بالضرورة إحكام الطوق عليها من أجل الإطاحة بنظامها القائم، وبالتالي ظلت طهران متمسكة بخيار لا تكف عنه ويتمثل في خلق مزيد من المتاعب بوجه القوات الأمريكية في العراق بهدف توجيه رسائل إلي واشنطن بأن في يدها عدداً من أوراق اللعبة الداخلية ودفع الأخيرة إلي مساومتها في خاتمة المطاف.
وربما يصح القول هنا ان لطهران قدرة، ولو محدودة، علي عرقلة مسيرة الاستقرار السياسي في العراق وتأخير حصوله. فطهران يزعجها أي حل قريب للملف الأمني العراقي، لا بل يلجمها كثيراً، لأنها بنت نفوذها علي تأجيج النزاعات بين أطياف الشعب العراقي، فإذا ما انتفت هذه النزاعات انتفي نفوذها وارتدت المشاكل إلي داخلها. وإذا كان لابد لطهران من أن تسير في اتجاه تحقيق حل ما للعراق، فإن ما تريده يجب أن يكون حسب شروطها أو علي قياسها أو الحل الذي يعطيها الأوراق المطلوبة، مما يعني تكريس هيمنتها علي القرار السياسي العراقي.
بيد أن إيران ليس لديها القدرة أو الرغبة أو الاثنان معاً في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الحقيقة أضحت جزءاً لا يتجزأ من نفسية بعض صانعي القرار في طهران، بحيث اضطر هذا الأخير أن يكون أكثر واقعية في أحلامه وأكثر عقلانية في سلوكه. إلا أن أقصي ما يعول عليه صانع القرار الإيراني هو أن يستدعي استمرار عدم الاستقرار الأمني في العراق اتباع استراتيجية التصعيد حيناً و التهدئة حيناً آخر بغية الوصول مع الطرف الأمريكي إلي مراجعة دقيقة وحساسة لملفه النووي.
ويبدو أن السعي الإيراني في هذا الاتجاه يرتكز، من حيث الأساس، علي إستراتيجية تهدف إلي بقاء الهيمنة الشيعية علي مراكز صنع القرار في بغداد واستمرارها، من أجل اكتساب مزيد من عناصر القوة الإقليمية التي تستطيع توظيفها في صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإحباط أي خطط أمريكية محتملة لمواجهتها.