الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

معنى الشرخ في مركز ثقل سلطة خامنئي

عراك في المجلس الايراني موقع مجاهدي خلق الايرانية : استقالة الناطق باسم مجلس الصيانة وتصريحاته أثناء اعلان استقالته قد صدمت الكثير من المراقبين رغم أن الاختلاف والصراع في نظام الملالي ليس بالأمر الجديد.

وبما أننا لا نتذكر لحد الآن أن شرخة كهذه سبق وأن كانت قد حصلت في مجلس صيانة النظام، فان هذه الاستقالة تكشف عن حالة جديدة. الواقع أن فقهاء مجلس الصيانة يتم تعيينهم بشكل مباشر من قبل الولي الفقيه والحقوقيون يتم تعيينهم بشكل غير مباشر من قبل رئيس السلطة القضائية للنظام الذي هو بدوره معين من قبل الولي الفقيه. لذلك فهذا المجلس وعلى مدى عمر النظام المشين كان أحد أهم آليات السلطة للولي الفقيه.

والآن نرى أن الناطق باسم هذا المجلس قد وقف بجانب زمرة رفسنجاني ويضرب عرض الحائط أعمال المجلس ضد الزمرة المنافسة. ومعنى ذلك أن شطب المرشحين كان عملا غير صحيح وعملا فئويا. وفي هذه الحالة وكما قال خامنئي اذا تم التشكيك في مجلس الصيانة فالانتخابات بدورها يتم التشكيك فيها ثم المجلس التشريعي والقوانين. وفي كلمة واحدة انه اثبات عدم شرعية النظام بكامله على لسان أحد العناصر المهمة في هذه المؤسسة الرقابية التابعة للولي الفقيه. لذلك يجدر أن يكون هذا الموقف صادما لكثير من المراقبين.

مع أن هذا العمل لم يأت صدفة وعرضيا بل انه ينم عن واقع مهم وهو أن الشرخة الموجودة في قمة النظام أي بين خامنئي ورفسنجاني قد تسربت الى منظومة خامنئي نفسه وتعمقت في أهم مؤسسة تابعة للولي الفقيه. ويمكن الاستنتاج من هذا الواقع أنه من المفترض أن تكون هكذا شرخة سارية في سائر قطاعات النظام وعلى سبيل المثال في حوزات الجهل والجريمة أو قوات الحرس.

نقطة مهمة أخرى تسربت من كلام  الناطق باسم مجلس الصيانة هو معارضة بعض أعضاء مجلس الصيانة لشطب حسن خميني مما يدل على أنه كم دفع خامنئي ثمنا باهظا حيث تجسد على شكل شرخ في مجلس الصيانة الصنيع من قبله. لذلك يعد ذلك ضربة نوعية تلقاها خامنئي ونظامه برمته.

ومن أبرز مظاهر هذه الشرخة توجه الملا صافي كولبايكاني الى منزل حسن خميني واسترضائه مما يعد طعنا لخامئني ودليل بارز على الشرخ في حوزة قم. لابد من التذكير أن صافي كولبايكاني البالغ من العمر 95 عاما يعرف كأعلى مرجع ديني حكومي لدى النظام.

الأمر المهم هنا حيث يظهر عمق الشرخ هو أن مقابل دعم صافي كولبايكاني و 5- من المراجع الآخرين لحسن خميني لم يتخذ أي من هؤلاء المراجع موقفا داعما لمجلس الصيانة وفي الواقع موقفا داعما لخامنئي.

لاشك أن رسالة هذه الشرخة المهمة والجدية هي ضربة قاضية وقاصمة لهيمنة الولي الفقيه. يكفي أن نفترض أنه لو كان خميني حيا أو حتى في السنوات السابقة من ولاية خامنئي نفسه خاصة قبل انكسار هيبته، لم يكن أحد يتجرأ في مجلس الصيانة أن يقف في هكذا تحد. وحتى كان تصور ذلك مشكلة قبل عامين ولكن الآن أصبح عمليا.

بطبيعة الحال ان أهم حادث حصل خلال العامين الماضيين هو صب كأس السم في حلقوم ولاية الفقيه من قبل المقاومة الايرانية. طبعا لم يكن متصورا رضوخ خامنئي لتجرع كأس السم لأنه نفى مرات عديدة التراجع ولو قيد أنملة. ولكن عندما انثالت عليه الأزمات والعقوبات من كل حدب وصوب وأوصلت النظام حد الخناق فقد اضطر الى تجرع كأس السم وهو ما نلاحظ الآن تبعاته وعندما تضاف هذه المسألة الى تداعيات الصراع على الانتخابات، فهكذا نتائج تكون هي الأولية.

أما هذا الواقع يعني تلقي خامنئي ضربة خلال الصراع على الانتخابات والمساس بهيمنته، فهل معنى ذلك بالمقابل أن رفسنجاني هو الذي ارتفع رصيده وأصبح لصالحه؟

الجواب نعم ولا. نعم لأن رفسنجاني في الصراع على السلطة وبسبب ذات الضربة التي تلقتها هيمنة خامنئي قد تصاعد موقعه طفيفا. ولكن في الوقت عينه قد اهتز موقعه أيضا وهذا ما نراه في التناقضات التي بدت تظهر في مواقف رفسنجاني أو روحاني من الولي الفقيه.

الواقع أن هذا النظام القائم على الديكتاتورية الدينية، اذا انهار محوره وبنيته التحتية التي هي ظاهرة «ولاية الفقيه» أو أصبحت ضعيفة فان كل النظام يصبح ضعيفا ويقترب  الى نقطة السقوط.