دنيا الوطن – علي ساجت الفتلاوي: المساعي المختلفة التي بذلتها الجمهورية الاسلامية الايرانية طوال 36 عاما من أجل فرض نفسها کأمر واقع على الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم، والتي جندت من أجلها إمکانيات هائلة، وصلت اليوم الى طريق مسدود تماما، وهو ماقد وضع طهران أمام موقف صعب و معقد جعلها ترضخ للمطالب الدولية فيما يتعلق ببرنامجها النووي و هو ماجعلها وجها لوجه أمام مرحلة جديدة تختلف کليا عن المراحل السابقة.
السياسات المتشددة التي إتبعتها الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية تجاه الشعب الايراني والتي إستهدفت قمعه و مصادرة حقوقه و حرياته و إمتهان إنسانيته، والسياسات المشبوهة الاخرى التي إنتهجتها تجاه دول المنطقة و التي بنيت على أساس تصدير التطرف الديني و الارهاب إليها و التدخل في شٶونها، إنعکست سلبا على الاوضاع الداخلية و على النظام القائم نفسه في طهران، حيث لم يعد في مستوى النظام البقاء على قوته و تماسکه فقد صار العالم کله يدرك بإن قبضة النظام على الشعب الايراني تتراخى و نفوذه و هيمنته على دول المنطقة تتراجع بدرجة ملفتة للنظر.
قادة الجمهورية الاسلامية الايرانية الذين شددوا طوال الاعوام الماضية على إن نظامهم باق و سيستمر کأمر واقع، يجدون أنفسهم اليوم و في ظل الاوضاع و التطورات الجارية أمام سياق و إتجاه يجبرهم على أن يبذلوا مابوسعهم من أجل بقاء و إستمرار النظام، بمعنى إن قضية فرض النظام کأمر واقع قد صار شيئا من الماضي، والانکى من ذلك إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يزداد و يتصاعد دوره على مختلف الاصعدة قد بدأ يفرض نفسه کرقم صعب لايمکن تجاهله أبدا على صعيد الملف الايراني.
التظاهرة الضخمة التي طافت أهم شوارع العاصمة الفرنسية في 28 کانون الثاني2016، إحتجاجا على زيارة الرئيس الايراني، حسن روحاني، کانت أکثر من شهادة إثبات وجود إستثنائية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي قام بتنظيم التظاهرة و الاشراف عليها، حيث کانت التظاهرة جهدا فريدا من نوعه جذبت إهتمام و إنتباه وسائل الاعلام العالمية إليها بقوة، الى الدرجة التي أکدت بإنها رسالة خاصة جدا للعالم کله تٶکد على إن أي تغيير قد يحصل في إيران سيکون لهذا المجلس حصة الاسد فيها، ذلك إنه يقف وراء الجهود و المساعي الرامية من أجل تهيأة الارضية المناسبة من أجل التغيير، والذي لاريب فيه إن رياح التغيير و بفضل هذه الجهود و المساعي ستهب لامحالة على إيران.