الملف – صافي الياسري:هذا ما تلوح به السلطات الايرانية علنا، في
وسائلها الاعلامية وعلى لسان مسؤوليها بدلا من تطمين الخليجيين حول نواياها النووية التي ما زالت مصدر شك وقلق وخشية وتحسب متزايد،ولا ادري كيف اصف هذا التلويح وان كنت ادرك واعرف دوفعه واسبابه وارغاضه ، المسؤولون الايرانيون يصرحون علنا انهم سيغرقون دول الخليج العلاربي بالعمليات الانتحارية – عند الضرورة –و-عند الضرورة -علمها وفهمها عند الايرانيين وحدهم ، وان كنا لانفرقها عن اختها التي تمارس في العراق ، او الضرورة العراقية ، وهنا احيلكم الى ما نشرته في 4 اوكتوبر الماضي في جريدة السياسة هنا نؤشر ولا ننصح فدول الخليج العربي اكثر حكمة من ان ينصحها احد وان كان دافعه المحبة والاخوة.
الكويتية حول سعي ايران الى تعميم الحالة العراقية ، وبخاصة في دول الخليج العربي ، ليتأكد من لم يتأكد بعد ان ايران تسعى الى ( عرقنة دول الخليج) .
والعراقيون، بل العرب كلهم لم يتعرفوا عبر تاريخهم الحضاري وصراعاتهم المتعددة على هذه الحدود او تلك، في الداخل او في الخارج على (عقيدة الانتحار!!) الشمشونية، فهي عقيدة مستوردة وقد كفانا المسؤولون الايرانيون مؤونة تأشير مصدرها بتهديداتهم – الانتحارية تلك –واذا كان الاخوة الفلسطينيون، قد مارس بعضهم في مرحلة من مراحل نضالهم لاثبات الوجود، الانتحار في مواجهة البطش والشراسة الاسرائليلة وفي مواجهة الياس، فان ذلك كان وتحت كل الاعتبارات مسألة استثنائية لم تمتد الى القوى والتنظيمات السياسية العربية الاخرى العرب وظلت محصورة بنمط محدد من المنظمات التي لا تنكر ايران انها اوتها ودعمتها و-علمتها- ولم يتحدث مسؤول عربي واحد على امتداد رقعة الوطن العربي كلها يوما عن استخدام الانتحار والانتحاريين في مواجه خصم او عدو، وحتى الاسرائليون في كل حروبهم مع العرب لا يتذكرون ان مسؤولا حكوميا عربيا هددهم بعمليات انتحارية تجري في مدنهم وينفذها عرب او غير عرب، اما –المهدد الايراني –بالانتحار فيحمل صفة رسمية حكومية، اللهم الا اذا كان المسؤولون الايرانيون يتحدثون عن (خصخصة الانتحار!!) أي ان المنفذ الانتحاري سيكون من القطاع الخاص الايراني او الدولي الذي يمكن ان يتحرك نيابة عن السلطات الايرانية التي تتحمل مسؤوليته ولا يمكنها التملص منها فقد اعلنت ذلك على الملأ مسبقا، تماما كما هو الحال مع صفحاته التنفيذية الاكثر ايلاما في العراق.
او بوساطة ما اصطلحت وسائل الاعلام على تسميته بالخلايا النائمة محليا، وانا اقول وهذا راي شخصي، ان الرد الخليجي، ما زال ضبابيا حتى على صعيد وسائل الاعلام غير الحكومية، وانه لا يرتفع الى مستوى التحدي الارهابي الايراني المعلن، ومع ان هذا التهديد مطروح منذ الان على طاولة اجتماعات وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي، الا اني اتمنى من اعماقي الا يخرج القرار الخليجي بشأنه، كرد، في اطار الدعوة التي رفعها الى الله ذلك الدبلوماسي الكويتي الرفيع الذي نقلت عنه جريدة السياسة الكويتية قوله – الله يهديهم!!!!!_
لا اعلم تفصيليا مدى التغلغل الايراني وبدقة في دول الخليج العربي، لكنني على بينة من ان مئات الالاف من العمال في هذه الدول من ايران، ما يوفر حاضنة قادرة ومتمكنة على فعل المتخيل وغير المتخيل والمتوقع وغير المتوقع مما يتحدث عنه او يضمره المسؤول الايراني، والاخوة في دوائر الاحصاء في دول الخليج ادرى بالحال، ودوائر الامن والمخابرات الخليجية لديها ارشيفها الدقيق التفاصيل والموثق الذي يمكنها من رصد ابسط التوجهات وقرائتها قبل حدوثها، ولا اريد هنا ان احض على اخذ البريء بجريرة المسيء، لكني ادعو الى رفع درجة التحسب والاستعداد، وان لم تكن دول الخليج بحاجة الى دعوتي هذه فهي اعرف واخبر وادرى بمصلحتها، لكنني استجيب لدواعي انتمائي العروبي والانساني، منطلقا من خشيتي بل رعبي من حديث الارقام، امام تهديدات المسؤول الايراني، فثمة عشرة آلاف شركة ايرانية تعمل في دبي وحدها!؟ وثمة ارصدة ايرانية في بنوك دولة الامارات العربية تتجاوز ال 300 مليار دولار وهي تستثمر في ميادين عديدة وتحقق ارباحا خيالية، وقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين الامارات العربية وايران مبلغ الـ11مليار دولار في العام الماضي، وهو اخذ بالازدياد والامتداد الى مجالات متعددة ومتنوعة، هذا في الامارات العربية فقط، فكيف هو الحال وماذا تقول الارقام في دول الخليج الاخرى، في خطي المال والعمالة؟؟ وهما عمودان متينان ومؤثران ومثلما يقوم عليهما البناء، فانه وبسببهما يمكن ان ينهار ايضا على ساكنيه، وعلى وفق العقيدة الشمشونية (علي وعلى اعدائي) هذه العقيدة التي تناسلت منها عقيدة الانتحار التي يهدد دول الخليج بها المسؤول الايراني اليوم.
ودول الخليج مع شديد الاسف ما زالت تمارس سياسة ضبط النفس والتعامل بروح حضارية متفهمة مع عنجهية لانرى ان ما ينفع معها شيء اخر غير الردع ونحن