الخميس,28مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

رژيمنصرالله و «الفزاعة» الاسرائيلية

نصرالله و «الفزاعة» الاسرائيلية

    Imageالاتهام الذي وجهه الامين العام لـ «حزب الله» الى اسرائيل بالمسؤولية
عن مسلسل الاغتيالات السياسية في لبنان، يذكر بالخرافة التي سرت بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول في الولايات المتحدة، وفي الاوساط نفسها التي 
   

خاطب السيد عقولها، بأن جهاز «الموساد» يقف وراء اسامة بن لادن، وان الاميركيين انفسهم تآمروا لقتل مواطنيهم. وهي فانتازيا سياسية – أمنية يصعب لأي عاقل تصديقها، رغم ان شيخ «القاعدة» الارهابي خدم مصالح اسرائيل اكثر مما تحلم هي به، عندما حول المسلمين جميعا، والعرب خصوصا، الى مشبوهين دائمين.
لكن اذا كانت لدى «حزب الله» قرائن وأدلة تحليلية على ان «الموساد» يقف وراء اغتيال النواب والشخصيات في لبنان، فلماذا لا يتعاون مع لجنة التحقيق الدولية ويقدم اليها معلوماته؟ ولماذا يعارض قيام المحكمة الدولية ويحتج عليها؟ ألا تستحق جريمة اسرائيل ان تجعل الحزب وحلفاءه يتضامنون مع الضحايا؟ فلماذا اذا «خطف» ميشال عون مقعد النائب الراحل بيار الجميل في المتن بدلاً من ان يشهر تضامنه مع حزب الكتائب ومع والد النائب الشهيد في وجه «العدو» طالما انه يرفض توجيه الاتهام الى سورية؟ أم ان نصرالله لم يبلغ حليفه الجنرال المتقاعد بما يملك من معلومات عن الجهة المنفذة للاعتداءات؟
لقد اعتبر «حزب الله» في بيان اصدره نهاية أيار الماضي، وبعد يوم واحد على صدور القرار 1757 الذي يقضي بتشكيل محكمة للنظر في الاغتيالات، ان القرار «يضع لبنان في مهب المصالح الدولية ويشرع الابواب واسعة امام تدخلاتها بحيث بدا لبنان تحت الوصاية الدولية ملغى القرار والسيادة في سابقة غير مألوفة في تاريخ الدول»، وان القرار «يشكل تجاوزاً للدولة اللبنانية واعتداء على شؤونها الداخلية (…) وانتهاكاً صارخاً يصب في خدمة المشروع السياسي الاميركي (…) ويخالف الاصول القانونية ومواثيق الامم المتحدة ومبادئها واهدافها».
أليس غريباً ان ينبري الحزب لمهاجمة قرار يمهد لإدانة عدوه وعدو العرب أجمعين بكل هذه الشدة؟ ثم ألا يحق لقيادات 14 آذار بعد هذا الخطاب ان تستنتج بأن عمليات الاغتيال ستستمر طالما ان «الموساد» وراءها وان نصرالله اعترف بأنه غير قادر على ضبط «الشبكات الاسرائيلية» لأنها في مناطق أخرى من بيروت غير خاضعة لنفوذه الامني؟ وهل في هذا الحديث تحضير ما لتوسيع هذا النفوذ على علاقة بحملة تسليح انصار عون وتدريبهم؟ واذا كان الاتهام صحيحاً فلماذا انتقاد مواقف سعد الحريري في واشنطن ونيويورك التي دعت الى اتخاذ موقف اكثر تشدداً من الاغتيالات وتسريع انشاء المحكمة وتفعيلها؟
لقد شنت صحيفة «البعث» السورية بعد خطاب نصرالله الاخير حملة هوجاء على الاكثرية في لبنان وأكدت ان «ردودها الهستيرية» على تبرئة سورية «تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك نية هذا الفريق في مزيد من التصعيد». فإذا اعتمدنا المنطق نفسه الذي تحدث به أمين عام «حزب الله» تكون قوى الأكثرية بذلك «تطالب» اسرائيل بقتل المزيد من قيادييها والتضحية بهم لإحراج دمشق، وبالتأكيد فإن «اسرائيل» لن تتأخر في تلبية النداء!
حسان حيدر