بحزاني – اسراء الزاملي: شعارات الاصلاح و الاعتدال البراقة التي يرفع لوائها روحاني منذ أن دشن حکمه في آب أغسطس من العام الماضي، تجلت في اروع صورها بزيادة حملات الاعدام و بلوغها مستويات قياسية لم يشهدها النظام منذ 10 أعوام، کما تجلت أکثر في إزدياد الفقر و تفشي البطالة و بلوغ التضخم مستويات مخيفة، وان التغيير الذي تحدث عنه روحاني و منى الناس به، انما کان التغيير نحو الاسوأ، أما التغيير نحو الافضل و للأمام فإنه التغيير الحقيقي الذي يتخوفون و يرتعبون منه.
النظام ومنذ أن بادر الى مسرحيات الاصلاح و الاعتدال و کذبات التغيير منذ عهد خاتمي و لحد عهد روحاني، انما بادر الى ذلك بسبب معرفته بأن الشعب الايراني ينشد الحرية و يناضل من أجلها مقدما کل غال و نفيس، ولاسيما وان هذا الشعب يتابع و عن کثب النضال السياسي و الدبلوماسي و الفکري الدؤوب للمقاومة الايرانية و الکفاح المستمر للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية من أجل تحقيق شعار التغيير الجذري داخل إيران من خلال إسقاط النظام القمعي الديني الحاکم، وان تجسد تأثر الشعب الايراني بأقوال و أفکار و رؤى و طروحات السيدة رجوي السياسية في مجال التغيير و إسقاط النظام، قد ظهر مليا أبان إنتفاضة عام 2009، التي نادى الشعب الايراني لأول مرة فيها بشعار الموت لخامنئي مثلما قاموا بتمزيق و حرق صوره.
عودة روحاني للظهور المکرر مجددا، يأتي على خلفية إنزعاج النظام و قلقه من کثرة ظهور السيدة رجوي و زيادة النشاطات السياسية المختلفة للمقاومة الايرانية و التي صارت تحرج النظام خصوصا من حيث توسع شبکة علاقات المقاومة مع شخصيات سياسية و برلمانية أمريکية و اوربية رفيعة المستوى، وان روحاني يحاول من خلال ظهوره الممل و بشکل دوري أن يغطي على ظهور السيدة رجوي و على نشاطات المقاومة الايرانية، لکن الذي فات روحاني هو أن الذي تقوم به السيدة رجوي و المقاومة الايرانية انما هو أمر يقوم على الصدق و الشفافية و لأنه ينبع من قلوبهم فإنه يدخل مباشرة الى قلب و روح و عقل شرائح الشعب الايراني، في حين لأن مزاعم الاصلاح و الاعتدال لروحاني تقوم اساسا على الکذب و الغش و الخداع، فإنه من سابع المستحيلات أن تجد لها مکانة في قلوب و عقول و نفوس الشعب الايراني!