الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

نجاد يسعى لتعبئة الفراغ

Imageصحیفه الرای الاردنیه- أعادت تصريحات رئيس الوزراء الإيراني – عن استعداد بلاده لتعبئة ما قال إنه فراغ سينجم عن انسحاب القوات الاميركية من العراق – إلى الاذهان المخاوف التي اندلعت في الوطن العربي عشية نجاح الثورة الخمينية عام 1979 التي حددت لنفسها وظيفة تصدير الثورة الى كافة انحاء العالم الاسلامي، وقد وصفتها بعض الدوائر العربية بأنها نغمة يمكن وصفها ببساطة بأنها نغمة استعمارية خطرة، لاعتمادها السلاح الطائفي مدخلا لاستمالة الكثيرين إلى جانب أطماعها التي برزت بوضوح منذ أقر النظام الثوري ما اقترفه سلفه الشاهنشاهي من إحتلال لثلاث جزر عربية في الخليج.

ولجوء نجاد إلى هذا التعبير الاستعماري الاستعلائي لايعتبر إساءة لجيرانه العراقيين والعرب فقط بل إنه في الاساس إساءة بالغة لفكر الثورة الايرانية التي تعلن تمسكها بالاسلام هاديا ودليلا، وهو لجوء الى تعبير اخترعه – الشيطان الاكبر- عام 1956 حين انسحبت جيوش الامبراطورية البريطانية من المنطقة بعد هزيمتها في العدوان الثلاثي على مصر – وهي هزيمة ساهمت الولايات المتحدة في إنجازها – لتعلن واشنطن رغبتها في ملء الفراغ تحسبا لأن تملأه الشيوعية وهذا ما يسعى إليه نجاد حاليا وهو يعلن بأن ملء الفراغ إيرانيا يمكن أن يتم بالتعاون مع دول أخرى في المنطقة والشعب العراقي.

والسؤال المطروح على نجاد أي فراغ مطلوب من العراقيين أن يملأوه في وطنهم؟ وهل شاور رئيس الوزراء الايراني ”دولا اخرى في المنطقة” قبل أن يدعوهم لمشاركته الغنيمة التي يعتقد أنها باتت جاهزة للتقاسم مع الاخرين؟ وهل يرى نجاد أن سياسات بلاده في عراق ما بعد صدام حسين نجحت إلى الحد الذي يتخيل معه أن العراق بات فارغا ومفرغا ومستعدا لاستقباله لملء الفراغ؟ وهل تؤشر تصريحاته إلى احقية الذين أبدوا مخاوفهم من الموقف الايراني الداعي لمواجهة الاحتلال الاميركي ليس من أجل عيون العراقيين ولكن ليحل محله .

وإذا كان نجاد يعتقد أن شيعة العراق سيقفون إلى جانب طموحاته فهو واهم تماما وعليه أن يتذكر أن الشيعة العراقيين العرب هم أصل التشيع ومادته الاساس وأنهم قبل كل شيء عراقيون حتى العظم، صحيح أن البعض منهم يحفظ لايران مودة نجمت عن لجوئه اليها هربا من بطش صدام وديكتاتوريته، لكنها لم ولن تصل إلى حد تقديم العراق لقمة سائغة يفتش نجاد عن من يشاركه التهامها، والصحيح الذي يجب أن يضعه نجاد نصب عينيه أن ليس كل شيعة العراق من المتدينين وأن منهم العلماني والوطني والقومي واليساري وأن كل هؤلاء ساهموا في إسقاط نظام صدام لبناء وطن ديمقراطي حر ومسالم لا ليسلموه لملالي طهران، وإن دفعت الطائفية بعض العراقيين لقبول ذلك .

وعلى نجاد أن يستوعب أن العراقيين شعب قادر على ملء أي فراغ ينجم عن أية تغييرات في وطنهم، وأن علاقاتهم مع محيطهم العربي قديمة ومتجذرة ولا يمكن تجاوزها – رغم أن الحكام العرب ابتعدوا عن العراق بعد سقوط صدام – وأن اربعة ملايين عراقي غادروا وطنهم بسبب الاوضاع الامنية لم يتوجهوا إلى طهران وإنما احتشدوا في عمان ودمشق والقاهرة، كما أن على قادة الدولة والثورة في ايران أن يتفهموا أن العرب يقبلون إيران الدولة، وبمصالحها وحقوقها غير أنهم يرفضون ايران الثورة المصبوغة باللون الطائفي أو ايران الراغبة بالصحو على أحلام الفرس الاستعماريين.

حازم مبيضين