بحزاني – اسراء الزاملي: أکثر من 51 يوما قد إنقضى على الهجوم الدامي الذي تعرض له معسکر أشرف للاجئين الايرانيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، والتي قتل على أثرها 52 و تم إختطاف 7 آخرين منهم قسرا کرهائن الى جهة مجهولة، وعلى الرغم من أن هناك أکثر من عشرات الادلة و المستمسکات على تورط حکومة نوري المالکي في تنفيذ ذلك الهجوم و ضلوعها بإختطاف الرهائن السبعة، إلا ان نوري المالکي و مسؤولين عراقيين آخرين تابعين له، ينفون علاقة الحکومة بالهجوم و بإختطاف الرهائن السبعة.
نوري المالکي الذي يمر الان بمرحلة سياسية ليست حرجة وانما صعبة و معقدة جدا، إذ أن زمام المبادرة لم تعد في يديه کالسابق مثلما انه يعاني من مشاکل و ازمات جمة أهمها و اخطرها أنه جعل من حکومته مجرد رقما او نجما يدور في فلك النظام الايراني، وان هذا الامر قد فرض الکثير من التبعات و الرسومات واجبة الدفع على حکومته، مما جعله يتصرف تماما بصورة آلية کمن لاحول و لاقوة له من دون توجيه الاوامر إليه و الطلب بتنفيذها، حيث انه و بعد أن جعل من العراق کحديقة خلفية للنظام و ممرا لعبور البضائع و مختلف المستلزمات الممنوعة عنه إليه او بکلام آخر جعل العراق وسيلة من وسائل کسر الحصار الدولي المفروض على النظام الايراني، کما ان صير من العراق جسرا لوجستيا لدعم النظام السوري، ولذلك فإن تنفيذ هجوم الاول من أيلول/سبتمبر الماضي الذي أمر به مرشد النظام و عهد الى قائد قوة القدس قاسم سليماني بتنفيذه بعد التشاور و المداولة مع حکومة المالکي، ليس بإمکان المالکي التنصل منه بسهولة خصوصا وان المقاومة الايرانية کانت قد کشفت قبل الهجوم عن إصدار مرشد النظام اوامره بالهجوم على أشرف.
صمت نوري المالکي، هو صمت مشبوه و مفتضح أمره بالمرة، لأنه صمت مفتعل خصوصا عندما يصر على عدم وجود علاقة لحکومته بهجوم الاول من أيلول في حين أن الفرقة الذهبية المؤتمرة بأمره و التي للاتحرك إلا بتوجيه خاص منه، هي التي قامت بتنفيذ الهجوم، لکن النظام الايراني يعلم جيدا بأن إعتراف المالکي بالهجوم و مهما قدم من تبريرات و حجج فإن العالم سينظر بإتجاه النظام الايراني لأنه الوحيد الذي يمکنه جني أکبر فائدة ممکنة من هذا الهجوم، بل وان إعتراف المالکي بدور حکومته في الهجوم سوف يفتح الابواب على مصاريعها للمزيد من البحث و التقصي عن دور النظام الايراني فيه، وهو مايحرج و يعرقل الجهود التمويهية الاستثنائية التي يبذلها من أجل حرف الانظار و التوجهات المرکزة على مشروعه النووي عبر مايقوم به روحاني من تحرکات سياسية و تصريحات ملفتة للنظر، وان إفتضاح دور النظام الايراني وفي هذا الوقت تحديدا في مثل هذا الهجوم سوف يکون کفيلا بالطعن في مصداقية و نزاهة روحاني، ولهذا فإن المالکي مأمور مضطر و مجبر رغم أنف على إلتزام الصمت تجاه ذلك الهجوم و ضمان بقائه على موقف النفي المبرم لمشارکة حکومته في الهجوم و في إختطاف الرهائن، لکن هذا الصمت لم يعد مجديدا ولامفيدا ولاسيما وان المجتمع الدولي الذي يتابع نتائج و تداعيات ذلك الهجوم، لن يسکت أبدا عليها و ان الدعوة التي أطلقتها شخصيات فرنسية سياسية من أجل تشکيل لجنة للتحقيق في هجوم الاول من أيلول/سبتمبر، تمثل رسالة ذات مضمون خاص جدا للمالکي لأن العالم ليس بإمکانه الاستماع الى مواقف واهية و غير منطقية أبدا في مواجهة جريمة متکاملة من کل الجوانب!