وكالة سولا پرس- فاتح عومك المحمدي……. مر 51 يوما على هجوم الاول من أيلول الماضي على معسکر أشرف، ولازال نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي يرفض رفضا قاطعا وجود أي دور لحکومته في الهجوم الذي اودى بحياة 52 من السکان، کما ينفي تواجد الرهائن السبعة في قبضتها، لکن و في المقابل، فإن سکان مخيم ليبرتي المضربين عن الطعام و کذلك المئات الاخرين من المضربين و المعتصمين في مختلف أرجاء العالم،
بالاضافة الى المقاومة الايرانية نفسها و اوساطا سياسية عديدة، مازالت تؤکد بأن الهجوم قد تم بوساطة قوات عراقية. هروب المالکي المستمر من الاعتراف بالحقيقة و الاصرار على أن آخرين(لايعلم من هم)هم الذين هاجموا معسکر أشرف و قاموا بقتل 52 و خطفوا سبعة آخرين منهم، يثير سخط و غضب المجتمع الدولي و يفقده صبره و حلمه وان الدعوة التي أطلقتها شخصيات فرنسية من أجل التحقيق في ذلك الهجوم، هو رد فعل دولي منطقي على الموقف الغريب المثير للاستهجان للمالکي، وممالاريب فيه أن رد الفعل هذا من الممکن أن يتطور و يتخذ أشکالا و أنماطا أخرى بحيث يضع المالکي و حکومته في موقف حرج جدا، ولهذا فإن الهروب المستمر لنوري المالکي للأمام و الاصرار على تجاهل الحقيقة و إنکارها، انما هو تهرب مفضوح من تحمل المسؤولية و تقديم مبررات و ادلة مقنعة. هذه الدعوة التي جاءت خلال مؤتمر دولي في باريس عقد يوم السبت الماضي و شارکت فيه شخصيات سياسية اوربية و أمريکية و عربية، تلفت أنظار العالم مجددا الى المأساة التي نجمت عن هجوم الاول من أيلول و تحثه على العمل الجدي من أجل عدم السماح بالمزيد من الصمت و التکتم على هذه المأساة والتي هي في واقع أمرها جريمة ضد الانسانية حيث أن هجوم عسکري جرار على لاجئين عزل محميين بموجب القوانين الدولية وقتل 52 منهم و خطف 7 آخرين قسرا، ليس بحادثة عادية او طارئة يمکن السکوت و التغاضي عنها، بل هي و کما هو واضح تحمل سمات و اوصاف لجريمة متکاملة ضد الانسانية. لقد آن الاوان لکي يتخذ نوري المالکي موقفا يتسم بالوضوح و ينأى بنفسه بعيدا عن التمويه و القفز على الحقيقة، لأن هذه الجريمة قد علم بها العالم و لايمکنه أبدا من الاستمرار بطمسها و إخفاء معالمها بهذه الطريقة الساذجة.