
طالعت في موقع”صوت العراق”، مقالة موسومة(الارهاب العالمي لجماعة خلق المحمية من قبل سياسيين عراقيين)، لکاتبها فراس الخفاجي، والحق ضحکت من أعماق قلبي على هذا المستوى الهابط و الرخيص الذي وصل إليه النظام الايراني عندما يتوسل بهکذا أقلام هزيلة تحاول القفز على الحقائق و تزييفها و تحريفها، إختلاق قضية او موضوع في زمن عقم و بؤس نظام ولاية الفقيه و إقترابه من نهايته الحتمية بإشهار إفلاسه الفکري ـ السياسي، والمقالة کما يبدو من عنوانها المغرض و الموجه و المسموم، التصيد في مياه عکرة بصنارة يغلب عليها الصدأ و زنجار الکذب و الافتراء و الدجل.
هذا المقال الذي يحاول کعادة مختلف طبالي و زماري النظام الايراني و من لف لفه، الترکيز على حقبة محددة و القفز على قبل و بعد ذلك، وهو عندما يتحدث عن الاتفاق على عملية نقل سکان أشرف و ليبرتي الى خارج العراق، يتغابى تماما عن حقيقة مهمة جدا وهي أن النظام الايراني وقف و يقف خلف ممارسة الضغوط على الحکومة العراقية لإجبار هؤلاء السکان على مغادرة العراق، وطبعا لايتحدث عن کل تلك المذابح و الهجمات الصاروخية التي جرت بحق معسکر أشرف و مخيم ليبرتي و التي کان آخرها هجوم الاول من أيلول الماضي و الذي صار کالمأزق لحکومة المالکي و النظام الايراني نفسه، إذ تم قتل 52 فردا من السکان بطريقة وحشية کما تم إختطاف 7 منهم حيث ترفض لحد الان حکومة المالکي تحديد مکان إحتجازهم، فهل ان الذي يمارسون القتل و الخطف بحقه کالذي يقوم بالعملية الاجرامية نفسها، أو بتعبير آخر هل أن الضحية کالجلاد؟ والسؤال الحساس هنا: من هو الذي مارس الارهاب بحق الاخر؟!
لاأدري عن أي إرهاب عالمي يتحدث هذا الکاتب”الفطحل”ذو السيف الدون کيشوتي الخشبي الاخرق، إذ نسأله هل أن منظمة مجاهدي خلق من قام بالعملية الارهابية في الارجنتين؟ وهل أن المطلوبين للعدالة الارجنتينية قادة المنظمة أم قادة النظام الايراني وفي مقدمتهم رفسنجاني بحد ذاته؟ هل أن المنظمة قد قامت بعملية إغتيال ساسة إيرانيين في فينا و برلين و العراق؟ أم أن المنظمة التي قامت بخطف أناس من داخل العراق و إقتادتهم الى طهران؟ هل أتى هذا الکاتب”اللامع”بالکذب و الافتراء حديث الجنرال کيسي قائد القوات الامريکية سابقا في العراق و الذي أکد بأن النظام الايراني هو من فجر مرقدي الامامين العسکريين في سامراء؟ وهل يعلمنا و ينورنا هذا الکاتب الحذق و النبه و الفطن بأن جعل الجناح لعسکري لحزب الله ضمن قائمة الارهاب و کذلك سعي مجلس التعاون الخليجي فرض عقوبات على منتسبي حزب الله اللبناني، هل أن حزب الله اللبناني يتبع منظمة مجاهدي خلق أيضا؟ فمن الذي يجب إتهامه بالارهاب العالمي، المنظمة أم النظام الايراني نفسه؟ ثم هل أن لجنة التحقيق الدولية في أحداث القصير إتهمت المنظمة أم حزب اللبناني بإرتکاب جرائم حرب؟ والسؤال الاهم من ذلك بکثير هو: من هو ذلك الناطق الرسمي للمنظمة الذي بحسب کذبه(قادة العراق و ايران بالتصفية الجسدية انتقاما لطرد الجماعة من معسكر اشرف في محافظة ديالي العراقية. و جاء علی لسان الناطق بإسم الجماعة الذي لم يذکر الموقع اسمه، کلمات شتم و الفاظ نابية ضد کل من المسؤولين العراقيين و الايرانيين و توعد لهم بالقتل في أي نقطة بالعالم يتواجدوا فيها)، وماهو مصدره وأين و متى تم الادلاء بهکذا تصريح لم يسمع به أحد إلا هو؟ والحقيقة أن هذا التصريح لاوجود له على وجه الاطلاق و هو کذب رخيص و إفتراء بائس و هروب مفضوح للأمام من الحقيقة التي بإنتظار محترفي الکذب في طهران، و الحق أن هذه المقالة وکما ذکرت في ثنايا الاسطر السابقة تمثل عقم و بؤس النظام الايراني و تخبطه في متاهاة بحثا عن شئ أي شئ کان ليتشبث به، وان منظمة مجاهدي خلق التي تم شطب اسمها من قائمة الارهاب رسميا و باتت تحتل مکانة مرموقة لها على الصعيد الدولي و الاقليمي، فإنه و على النقيض من ذلك وکما نعلم جميعا بأن القائمة بإنتظار حزب الله اللبناني و آخرون من نفس الفصيلة الارهابية حتى يصل الامر و سيصل حتما الى النظام الايراني نفسه!