
الجريمة البربرية التي إرتکبها النظام السوري ضد أبناء شعبه في غوطة دمشق عندما قام بقصفهم بالاسلحة الکيمياوية المحرمة دوليا، والتي أثارت سخطا و غضبا دوليا عارما دفع الغرب الى إتخاذ موقف ضد النظام السوري و التهديد بتوجيه ضربات عسکرية تأديبية إليه، کان النظام الايراني وطوال الفترة التي عاصرت الجريمة و لحد فترة قريبة، يصر على أن المعارضة السورية هي التي إرتکبت هذه الجريمة من أجل تبرئة النظام و إبعاد الشبهات عنه، لکن جدية الموقف الدولي و الخطوات العملية التي سلکها بذلك السياق، جعلت النظام الايراني يشعر بقلق بالغ و هو ماأدى الى حدوث تغيير”إنتهازي” ملفت للنظر في موقفها من خلال تصريحات مسايرة او مماشية مع الاتجاه الدولي و إختفاء نبرة التحدي و إتهام المعارضة السورية بإرتکاب الجريمة.
الدور الخطير و الحساس الذي لعبه و يلعبه النظام الايراني بخصوص الاوضاع في سوريا، ولاسيما قيامه بتوجيه قوات الحرس الثوري و حزب الله اللبناني و عصائب الحق و حزب الله العراقي و الحوثيين اليمنيين لکي تقف الى جانب النظام السوري، بالاضافة الى تواجد ميداني لکبار قادة الحرس الثوري و على رأسهم قاسم سليماني قائد قوة القدس الارهابية و الذي يعرف نفسه بأنه الحاکم المطلق للعراق و سوريا و لبنان، کل هذا يدفع للقناعة التامة بأن النظام الايراني الذي بات يمسك بزمام الامور کلها في سوريا بعد تخلخل النظام و إهتزاز أسسه و ارکانه، انه على دراية و علم کامل بموضوع القصف الکيمياوي من ألفه الى يائه، وان السعي لإتهام المعارضة هو مثل نفس المسعى الذي بذله أيضا لإتهام سکان أشرف بأنهم قد قاموا بقتل بعضهم البعض في الاول أيلول الجاري، وان هذا التبرير السخيف جدا قد سقط أمام شمس الحقيقة البازغة ولذلك فإن العالم کله أتهم النظام السوري بإرتکابه لجريمة القصف فيما إضطرت حکومة نوري المالکي للإعتراف مجبرة بأنه قد حدث هجوم على معسکر أشرف، والاهم من ذلك انها إعترفت أخيرا بأن هناك سبعة من الرهائن المختطفين من سکان أشرف، وهاتين القضيتين بمثابة فضيحتين بجلاجل کما يقول المثل المصري للنظام الايراني، أما تإييده للمبادرة الروسية فهو ليس أکثر من هروب مفضوح للأمام.