
الثورات العربية التي اسقطت العديد من الانظمة و وصلت رياحها العاتية الى دمشق، يتخوف منها نظام الملالي أکثر من نظام الاسد نفسه، لأنه يعلم بأن هذه الرياح أن خمدت في سوريا بعد إقتلاع و إجتثاث نظام بشار الاسد، فإنه سوف يتجه نحو طهران ولامناص من ذلك أبدا، ولهذا فقد حاول نظام الملالي و طوال الفصول الدامية للثورة السورية أن لايدع هذه الرياح أن تخمد.
تجربة نظام ولاية الفقيه و خبرته في کيفية سرقة و مصادرة و تفريغ الثورة من مضامينها الحقيقية، والتي خاضها ضد الثورة الايرانية عندما سلبها من الشعب الايراني و قواه الثورية المناضلة من أجل الحرية و على رأسها منظمة مجاهدي خلق المعارضة في عهد الشاه الدکتاتوري و في عهد الاستبداد الديني الحالي، يسعى هذا النظام عبثا و من دون طائل إستنساخ تجربته اللصوصية و الخبيثة تلك في سوريا، ولئن قد بذل ومنذ بداية الثورة السورية محاولات مختلفة بهذا الاتجاه، لکن أطراف الثورة السورية و التي علمت من خلال علاقتها النضالية مع منظمة مجاهدي خلق، الهدف المشبوه و الشرير لنظام الملالي من وراء ذلك، فإنها رفضت الالتقاء بممثلي الملالي المباشرين و غير المباشرين، بل وحتى أن الاخوان المسلمين السوريين قد رفضوا أيضا عروض نظام الملالي و فضلوا عدم الالتقاء بهم و الجلوس معهم على طاولة واحدة.
بعد أن قام النظام الايراني بدفع عصابات حزب الله اللبناني و العراقي و عصائب الحق العراقية و الحوثيين الى جانب حرسه الثوري ضد الشعب السوري، وبعد أن حقق ذلك التقدم”الشکلي”في بعض المناطق و وجد صمتا دوليا على إنتهاکاته و جرائمه التي يقوم بها ضد الشعب السوري، فإنه ظن بأن هذه الوضعية المشوهة ستدوم له و لنظام المجرم الاسد خصوصا بعدما لم تنجح المعارضة السورية و الجيش الحر في مقدمتها المجتمع الدولي بأن النظام قد إستخدم أسلحة کيمياوية ضد الشعب في بعض من الحالات، فقاما ومن أجل تشويه الحقائق و إضاعتها بتوجيه التهمة للمعارضة السورية و للجيش السوري الحر نفسه بإستخدام الاسلحة الکيمياوية، وبعد أن إنطلت هذه اللعبة المشبوهة على أطراف دولية حاول النظامان المجرمان إستغلال ذلك و الاندفاع من أجل تحصين نظام الاسد و کسر شوکة الثورة، وهو الذي أدى بهما الى إستخدام السلاح الکيمياوي بکميات أکبر ضد الشعب السوري في غوطة دمشق، لکن لايمکن أن تسلم الجرة في کل مرة، ولذلك فقد إنفضح النظام و ظهر على حقيقته أمام العالم کله.
نظام الدکتاتور الاسد و مهما حاول نظام الملالي أن يحصنه و يجعله منيعا، فإنه اوهن من بيت العنکبوت، لأن مناعة النظم و الحکومات تأتي عادة من تإييد و مساندة الشعوب و إيمانها بها، وان بيت العنکبوت في دمشق قد قربت أيامه و لم يعد بينه و بين تنظيف زوايا و منعطفات سوريا من خيوطه العفنة سوى فترة قصيرة، وهي أيضا و في نفس الوقت رسالة خاصة جدا لنظام الملالي، او بيت العنکبوت الاکبر في طهران!