
نظام الملالي، الذي ومن عجيب و غريب الصدف أن يصادف أنه قد إرتکب في نفس هذا الشهر و في عام 1988، واحدة من أبشع و أشنع جرائمه ضد 30 ألف سجين من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق أکبر و أهم فصيل معارض للنظام عندما قام بإعدامهم على أثر فتوى جائرة من جانب خميني على الرغم من أنهم کانوا يقضون فترة محکوميتهم القانونية وفق قرارات صادرة من محاکم النظام نفسه، وان إرتکاب جريمة قتل 1300 من أبناء الشعب السوري بقصف کيمياوي غادر من جانب النظام السوري الذي کما قلنا بأنه بات خاضع بالمرة لإرادة و مشيئة النظام الايراني، وان أي قرار او خطوة عسکرية حساسة و خطيرة لايمکن أبدا أن تتم بدوم موافقة الحاکم الارهابي قاسم سليماني، لکن يبدو أن حسابات الملالي قد خابت هذه المرة عندما تصوروا بأنه في مقدورهم إلقاء تبعة جريمتهم النکراء الشنيعة هذه على عاتق المعارضة السورية، غير أن الرد الدولي قد جاء هذه المرة أعنف مايکون، إذ لم يستمع العالم الى تخرصات و أباطيل وزير الخارجية محمد جواد ظريف و لا الى تخريفات لاريجاني رئيس مايسمى بمجلس الشورى او تهريجات العميد مسعود جزايري بشأن أن المعارضة هي التي إرتکبت ذلك الهجوم الکيمياوي، وانما جعل تحديد الموقف و تبيان الحقيقة معهودا الى المفتشين الدوليين، وهو ماأطار صواب النظام و دفع بمرشده الى إطلاق تهديدات استثنائية من أجل ثني المجتمع الدولي عن موقف مضاد لنظام الدکتاتور بشار الاسد، لکن وکما يظهر فإن الکيل قد طفح بالمجتمع الدولي و لم يعد بوسعه الالتفات الى النعيق الصادر من جحور و اوکار الملالي او من لف لفهم.
هذه الجريمة التي وقعت في 21 آب الجاري، انما هي بالاساس جريمة الملالي ضد الشعب السوري و إرادته و سيادته الوطنية و قبل ذلك کله هي جريمة ضد الانسانية لابد من أن تدفع الى فتح سجل النظام في جريمته الکبرى ضد الانسانية في آب 1988.