وكالة سولا پرس – فاتح عومك المحمدي: المشهد السوري، بکل تفاصيله و تداعياته و نتائجه المؤلمة و المثيرة للأحزان و الکروب، يتطلب أيضا التمعن و التدقيق في مختلف أبعاده و جوانبه من أجل أن يخرج المرء في النتيجة بموقف صائب و حصيف ازاءه. لاريب من أن هناك موقفان مهمان و حساسان من الاوضاع في سوريا، ولکل واحد منهما رؤيته و أهدافه و وجهة نظره الخاصة به، تبدو أهمية و إعتبار هذين الموقفين عندما نقوم بترجمتهما على أرض الواقع و جعلهما أمرا او شيئا مألوفا و ملموسا، الموقفان هما للنظام الايراني من جهة، ولمنظمة مجاهدي خلق من جهة أخرى، وهما کما نفهم من طرفي المعادلة، موقفين مختلفين و متناقضين تماما و من مختلف الاوجه، ولايمکن أن يلتقيا أبدا، لکننا و عندما نقوم بتمحيصهما و استعراض مميزات و جوانب کل منهما، نجد أن کل طرف منهما يلبث الى جانب أحد کفتي الصراع في سوريا. نظام الملالي، هذا النظام الذي أعلن و بمنتهى الصراحة ليس وقوفه الى جانب النظام السوري فقط وانما إعتبر سوريا واحدة من محافظاته، معلنا بأنه في إمکانه تقبل سقوط أحد المحافظات الايرانية أما النظام السوري فلا، و أعلن للعالم کله أن النظام السوري خطا أحمرا لايسمح بتجاوزه أبدا، وأن التمعن في هذه العلاقة و تفحصها يثبت بأنها إستثنائية من کل الجوانب، ولذلك فإنه”أي النظام الايراني”، يعمل کل مابوسعه من أجل منع سقوط هذا النظام. منظمة مجاهدي خلق المعارضة، التي تبنت معارضة نظام الشاه و الوقوف ضده نظريا و عمليا، سياسيا و عسکريا، تبنت ومنذ إعلان نظام ولاية الفقيه مسألة الوقوف بوجه هذا النظام أيضا، لأنه و عوضا أن يعمل من أجل الحرية و الديمقراطية التي ثار الشعب الايراني من أجلها و اسقط نظام الشاه، فإنه قام بالتمهيد لدکتاتورية دينية ذات طابع قمعي إستبدادي يقوم على أساس رفض و إقصاء و قمع الاخر، هذه المنظمة المناضلة من أجل الحرية و الديمقراطية و من أجل ترسيخ المبادئ و القيم الانسانية و العدالة الاجتماعية، وجدت أن من صميم واجبها الوقوف الى جانب ثورة الشعب السوري و إحترام إرادته و مشيئته، وأعلنت مرارا و تکرارا تإييدها للثورة السورية و للجيش الحر السوري، ودعت الى العمل الجدي من أجل قطع دابر تغلغل النظام الايراني في المواجهة الدائرة بسوريا، وقد أثبتت المنظمة رجاحة و مصداقية موقفها هذا عندما تأکد للعالم کله الآثار بالغة السلبية لتدخله السافر في سوريا على الشعب السوري و المنطقة و العالم، ومن المؤکد أن العالم کله صار يأخذ اليوم بتحذيرات منظمة مجاهدي خلق على محمل الجد لأنها أثبتت حرصها على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة. موقفان متناقضان، أحدهما منحاز للشر و الباطل و الفتنة و العدوان کما هو حال النظام الايراني، أما الثاني فهو منتمي للحق و الخير و الانسانية و العدالة کما هو الحال مع منظمة مجاهدي خلق، وان النصر کما هو واضح من نصيب جبهة الخير و الحق. –
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.