
تشي آخر فصول الازمة السورية التي نشهدها راهناً بهشاشة النظام في سوريا. فقد تورّط أو جرى توريطه في عملية القصف بـ”غاز السارين”على نحو أدى وسيؤدي الى شطبه من معادلة المفاوضات المنتظرة في “جنيف -٢”. ففي كل الأحوال لن يكون بشار جزءاً من العملية السياسية التي يتم الحديث عنها بوصفها نتيجة مباشرة للضربة الغربية المقررة. فهل يكون المطلوب إسقاط جزء من النظام (آل الأسد وبطانتهم) والإبقاء على ما تبقى من النظام (الدولة العميقة) لمرحلة التفاوض في جنيف، وما بعدها؟
كل السيناريوات المتعلّقة بالمرحلة المستقبلية في سوريا تضع مجموعة آل الأسد خارج المعادلة. وفي حين تضع روسيا في صلب “جنيف -٢” ومرحلة ما بعد الأسد، فإنها تضع ايران خارج المعادلة، باعتبار أنها فقدت “الجسر” السوري نهائياً، ولم يتبق لها سوى “حزب الله” المحصور في لبنان، وبوظيفة أكبر من قدراته بعدما سقط النظام في سوريا من الناحية العملية.
تشير الوقائع الى الآتي: ان الضربة الغربية حاصلة، ولكن النظام سقط من الداخل بانهيار ثقة دوائره الضيقة بالاستمرار طويلاً، وذلك حتى قبل أن تحصل الضربة. من هنا قولنا انه بضربة أو بدون ضربة، فقد انتهى النظام حقاً. والمسألة مسألة وقت ليكتمل الفصل الأخير الذي أشرنا اليه آنفا: “جنيف -٢” برعاية أميركية – روسية تضم المعارضة وحلقة من “الدولة العميقة” في النظام السابق. وبشار من الماضي، حياً كان أو ميتاً.