
الموقف الايراني الذي جاء في البداية إنفعاليا و کأنه تصريح ميداني عندما إتهم وزير خارجية النظام الايراني و على عجالة المعارضة السورية بإرتکاب تلك الجريمة من دون أي مسوغ او دليل، في حين أن الرئيس المنتخب حديثا روحاني بادر الى إطلاق تصريح معتدل نوعا ما لکنه غامض عندما أدان جريمة القصف الکيمياوي من دون أن يحدد الطرف الذي قام بإرتکاب الجريمة، غير ان مسؤولا عسکريا بارزا هو نائب رئيس أرکان القوات المسلحة الايرانية أطلق تصريحا ناريا تضمن تهديدا للولايات المتحدة الامريکية من مغبة شن هجوم على”الجبهة السورية” التي إعتبرها”خطا احمرا”بالنسبة لنظامه، مما يعني أن النظام الايراني قد أدرك بأن السيف قد سبق العذل وانه لم يعد هناك من مجال للقيام بمناورات سياسية من أجل إضفاء الضبابية و الغموض على تلك الجريمة و جعلها وکأنها جريمة ضد مجهول، وهذا هو السبب في هذا التصريح الناري الذي يبدو أنه يريد إستباق أي موقف دولي موحد ضد النظام السوري و ينوي دفعه للتشتت و التبعثر و الانقسام، ومن المؤکد بأن النظام الايراني حاليا في موقف قد لايسمح له إطلاقا بالتأثير على الموقف الدولي، خصوصا وان هناك تناغم و إنسيابية غير معهودة في المواقف الدولية تقود جميعها و في خطها العام لإدانة النظام السوري و إحتمال إتخاذ إجراء دولي ضده، وهذا مايعني ميدانيا المسمار الذي يدق في نعش النظام السوري و يرسم بداية النهاية الحتمية له، ومايعنيه ذلك من معاني و دلالات بليغة بالنسبة للنظام الايراني جبهته المقامة مع دمشق و حزب الله اللبناني، إذ أن أي إجراء دولي حازم ضد النظام السوري سيؤدي في نهاية المطاف الى إنهاء هذا النظام الباق أساسا بفعل أمصال و حقن مقوية من جانب طهران کما أکدت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وهي تعلن إدانتها لجريمة القصف الکيمياوي لريف دمشق على يد النظام السوري ملمحة بذلك الى دور الملالي في هذه الجريمة و ضرورة محاسبتهم جنبا الى جنب مع النظام السوري.
جريمة 21 آب، هي جريمة ليست تثقل کاهل النظام السوري لوحده فقط وانما تثقل أيضا کاهل الملالي بالدرجة الرئيسية و ان هذه الجريمة ستقود بالنتيجة الى إنهيار النظام السوري و الذي يعني بدوره إنهيار هذه جبهة النظام الايراني في المنطقة و بالتالي تلاشي المشروع السياسي ـ الفکري للنظام الايراني.