
مجئ روحاني الى سدة الحکم بعد إنتخابات شهر حزيران المنصرم و ماأثير و يثار حوله و حول الذي يمکن أن يفعله و الذي ليس بمقدوره أن يفعله، يکاد أن يختلف بالمرة عن مجئ سلفه خاتمي، حيث لم يتم الاحتفاء و الاحتفال به کما جرى معه من قبل النظام، ولئن صاحب مب مجيئه عاصفة قوية من التصريحات المضادة له و لما قيل عن إعتداله و نهجه الاصلاحي، لکن وفي نفس الوقت بدأت وسائل اعلام ذات علاقة مع النظام الايراني بالتهويل من أمر روحاني و الايحاء وکأنه المنقذ المطلوب الذي يحمل مشروعا سياسيا فريدا من نوعه بإمکانه حل کافة المشاکل العويصة و العالقة بين النظام و المجتمع الدولي، لکن تصريحات ولايتي الاخيرة تعطي ثمة إنطباع يدفع للإعتقاد بأن روحاني يسير ضمن برنامج معين مرسوم له سلفا لکنه خاص جدا.
المهمة الخاصة المناطة بروحاني هي غير تلك التي کانت مناطة بخاتمي، لأن النظام الايراني يمر الان بواحد من أسوأ مراحله وهو أحوج مايکون الى ثمة هدنة او تفاهم ما کي يلتقط أنفاسه و يرتب اوراقه من جديد، وبالطبع فإن النظام لايتجاهل حقيقة مهمة وهي أن المجتمع الدولي قد بدأ بالفعل بإنتهاج سياسة تعمد بعض الشئ الى الالتفات لقوى المعارضة في إيران من خارج النظام، وان السياسة الحالية المتبعة حيال المقاومة الايرانية تثير غيض و حنق النظام و تدفعه لکي يسلك مختلف الطرق التي تقود الى نسف تلك السياسة، وان مجئ
روحاني هو بالاساس من أجل تحقيق تلك الغايتين و أهداف أخرى أما مايشاع عن صراع بينه و بين اجنحة من داخل النظام فإنه أمر بعيد عن المنطق و الواقع خصوصا في الوقت الحاضر.