
النظام الايراني الذي حاول و بشتى الطرق”کعادته”إلصاق تهمة ارتکاب جريمة القصف الکيمياوي بالمعارضة السورية، أراد من خلال ذلك تخليص النظام السوري من المأزق الکبير الذي وقع فيه، لأنه يعلم بأن إدانة النظام السوري سيفتح بابا قد يقود الى فتح أبواب کثيرة أخرى من شأنها أن تؤدي بالنتيجة الى قرع أبواب النظام في طهران، وان النظام الايراني وفي هذه المرحلة و المفترق الحساس من مسار الاحداث في سوريا، يقف وجها لوجه ضد المقاومة الايرانية التي تتابع عن کثب الاحداث في سوريا و ترصدها بصورة دقيقة جدا، وان الکثير من المواقف الصادرة عنها باتت تحرج النظام الايراني و نظام بشار الاسد على حد سواء، ولعل التصريح الاستباقي للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بشأن إدانة القصف الکيمياوي للسکان العزل في سوريا و إشارتها الضمنية الى دور النظام الايراني في دعم و اسناد و تمويل النظام السوري و إبقائه على قدميه الى هذا اليوم، وقطعا ان التطورات المحتملة بهذا الخصوص و التي تذهب بإتجاه إدانة النظام السوري، سوف تتابعها المقاومة الايرانية و ستبادر بحل او فك الطلاسم و الالغاز الموجودة في ثنايا هذه الجريمة و التي تتعلق بالنظام الايراني.
الملف السوري، کما کان الحال مع الملف النووي، سوف يکون معترکا و ساحة لمواجهة سياسية ضروس بين النظام الايراني و المقاومة الايرانية، وان تورط النظام الايراني في الشأن السوري و تدخله السافر فيه، هو أمر طالما سعت المقاومة الايرانية للتأکيد عليه و توضيحه حتى جعلته أمرا واقعا بات العالم کله يتقبله، وان المقاومة الايرانية تبذل حاليا کل جهودها من أجل التأکيد على تورط النظام الايراني و تحمله قسطا کبيرا من جريمة القصف الکيمياوي لغوطة دمشق و التي راح ضحيتها 1500 مواطنا سوريا بريئا، وهو مسعى ستبذل المقاومة فيه قصارى جهدها فيما سيحاول النظام الايراني الوقوف بوجه مساعي المقاومة و إجهاضها، وفي کل الاحوال فإن الذي يجري حاليا بين هذين الطرفين يؤکد نجاح السياسة التي تتبعها المقاومة الايرانية في صراعها المرير الذي تخوضه ضد النظام.