
لو لاحظنا الاعوام المنصرمة من عمر النظام، لوجدنا انه ومنذ أن بدء بالعمل بمشروعه النووي المهدد لأمن و استقرار المنطقة و العالم، فإنه قد طفق وفي نفس الوقت أيضا بالعزف على قيثارة الاصلاح و الاعتدال، وقد کان يرمي الى أکثر من هدف و غاية من وراء ذلك لکن أهمها:
ـ اراد إشغال المجتمع الدولي بمسألة طارئة و مستجدة باعثة على الاهتمام، وإظهار النظام وکأنه يعيش حالة من الانقسام و التشتت، في حين أنه کان ينفذ في السر واحدة من أخطر مشاريعه.
ـ إبتغى من وراء إطلاق بالون الاعتدال و الاصلاح أن يشغل الشعب الايراني و يموه عليه الامر کي يترك النظام و شأنه و يجلس منتظرا التغيير.
المثير بهذا الخصوص، أنه حتى أحمدي نجاد المتشدد، کان في الايام الاخيرة من ولايته يدعو الى إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، أي هو أيضا بدء يتجه في أيامه الاخيرة إتجاها إصلاحيا، لکن ثمة مشکلتين کبيرتين ليس بإمکان النظام فهمهما و إستيعابهما وهما: أن المجتمع الدولي قد شبع تماما من أطنان الکلام المصدر من جانب النظام من دون فعل مرافق لها على أرض الواقع، وان کل الذي تم التنظير له بشأن إصلاح مزعوم، لم يتحقق او يطبق شئ منه في الواقع، ولذا فإن دعاوي الاصلاح و الاعتدال وان رکضت خلفها اوساطا محددة، لکنها في نفس الوقت لاتحظى بالثقة الکافية على الصعيد، و المشکلة الثانية أن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق تقفان بالمرصاد لکل البالونات و الفقاعات الفارغة التي يطلقها النظام في سبيل خداع المجتمع الدولي او تضليله، ولاسيما بخصوص النفخ الزائد في روحاني الذي کان حتى الامس القريب مجرد رأس من رؤوس النظام، ومن هنا، فإن هذا النفخ لم يعد مجديدا و أن أمره بات مکشوفا و الاحرى بالنظام أن يجد لعبة جديدة أخرى له کي يشاغل بها العالم، هذا ان بقي له متسعا من الوقت من أجل ذلك!