
حسن نصرالله، و أطرافا و اوساطا سياسية و استخبارية عديدة تعلم جيدا أن الطرف الاساسي الذي ساعد على تسريب القاعدة و غيرها من الخلايا المتطرفة لسوريا، انما هو النظام الايراني بحد ذاته و الذي يکاد أن يمسك بعصا قوى الارهاب و التطرف بجانبيها الشيعي و السني و يستخدمها کلما دعت الحاجة الى ذلك و في السياق و الاتجاه الذي يخدم مصالحه تماما، کما هو الحال الان في سوريا، إذ أن المشهد الحالي يوحي بما يمکن تشبيهه بلوحة و مشهد ضبابي، وهو تماما ماأراده النظام السوري و يريده النظام الايراني أيضا، ولذلك فإن تهديده هذا من الناحية الواقعية يعني بأن حزبه يعد العدة لإرسال المزيد من القوات لجبر الانکسارات و الانهزامات و الخسائر الفادحة التي منيت بها قوات الحزب هناك.
التصعيد الاخير لنصرالله، والذي يکاد أن يکون غير مسبوقا بإعلان إستعداده للذهاب للقتال في سوريا، يطرح سؤالا، والسؤال مهم و ملح و مضمونه: أين صارت جبهة المقاومة و الممانعة؟ هل إنقلبت بقدرة قادر لتصبح جبهة خاصة موجهة ضد الشعب السوري و إرادته الحرة في التغيير؟ على نصرالله أن يعلم جيدا بأن المهم ليس المدرج في الاسطر وانما ماخلف و مابين ثنايا الاسطر، وان تصريحه الاخير قد بات مفهوما و بصورة واضحة جدا خصوصا وان الادارة الامريکية بدأت تتجاهل تزايد التدخل للنظام الايراني و حزب الله و أطرافا شيعية أخرى في العراق تابعة لطهران في الشأن السوري.
النظام الايراني و عشية مهزلة الانتخابات الاخيرة، لجأ الى سياسة الانکماش و التي رکزت على تقليص المساحات”الصغيرة في الاساس”و التي کانت مخصصة للتنفس و الحرية المقيدة، وجعله همه و اهدافه مرکزة على الجبهة السورية و الاوضاع الداخلية الوخيمة له، وقطعا أن هناك ثمة علاقة و رابط قوي جدا بين الامرين، إذ أن سقوط النظام السوري تعني سقوط قلب جبهة النظام العدوانية الارهابية في المنطقة و تلاشي مخططه الاسود للسيطرة عليها، وهو يعني أيضا تخلخل الجبهة الداخلية للنظام ولاسيما وان الشعب الايراني و مقاومته الوطنية يتطلعان بشغف الى تلك اللحظة المناسبة التي ينقضان في على هذا النظام و يخلصان إيران و المنطقة و العالم من شره المستطير.