
وقد يظن البعض أن هذا النظام الدموي قد قام بقتل و إعدام و تصفية أعضاء منظمة مجاهدي خلق دون غيرهم، لکننا نقول بأن هذا النظام مع ترکيزه الخاص جدا على منظمة مجاهدي خلق باعتبارها قد حسمت أمرها مع النظام و لم ترتض بغير إسقاطه، إلا أنه و مع ذلك فإن الملالي رکزوا على معظم المناوئين لهم و من مختلف التيارات و المشارب، وهنا لابد من إلقاء نظرة عابرة على شيء من التأريخ الدموي لهذا النظام بهذا الخصوص، إذ أنه وفي عام 1989، قام باغتيال الدکتور عبدالرحمن قاسملو الامين العام للحزب الديمقراطي الکردستاني في فينا، وکذلك قام في العام 1992، باغتيال الامين العام الاخر للحزب الکردي نفسه الدکتور سعيد شرفکندي في برلين، أما في عام 1999، فقد قام النظام بتدبير ما سمي حينها”سلسلة الاغتيالات”في إيران و التي طالت العديد من الکتاب و المثقفين المعارضين بالإضافة الى اغتيال المعارضين السياسيين الايرانيين داخل و خارج البلاد، هذا إذا وضعنا سياسات القمع و التصفيات السرية و الخاصة جانبا، ولذلك فإن هذا النظام قد اعتبر کل الشعب الايراني و معظم القوى السياسية الايرانية المعارضة أعداءا له و من حقه أن يفعل کل ما يشاء خصوصا وأن مصطلح”المحارب ضد الله”، والتي أبتدعها النظام استغلها بهذا الخصوص بصورة واسعة جدا الى الحد الذي يمکن القول أنه قد فاق البرابرة المغول في الجريمة و سفك الدماء، وأن الواجب الانساني يدعونا و يحثنا کي لا ندع جرائم هذا النظام الوحشي تمر من دون حساب او محاسبة.
في هذه الايام التي تمر فيها ذکرى إعدام 30 ألف سجين سياسي إيراني بسبب قرار عشوائي من رجل مسن مخرف و دجال قام نظام الملالي بتنفيذه ضاربا بعرض الحائط بکل المبادئ و القيم و الأعراف الدينية و الانسانية، وأن هذه الجريمة الکبرى التي أراد هذا النظام و دجاله المخرف المقبور من خلالها تصفية منظمة مجاهدي خلق و القضاء عليها، يمکن أن نؤکد بأن جريمته هذه هي أفظع و أقسى من مجزرة دارفور و سربرنيتسا، خصوصا وأنها مرت بهدوء أمام أعين المجتمع الدولي و لم يتم محاسبة النظام الدموي عليها، لکننا و نحن نعيش ذکرى هذه المجزرة اللاإنسانية و المجردة من کل المبادئ و القيم المتعارف عليها، يجب أن تتوحد الجهود و تتظافر من أجل فضح کافة جرائم النظام و الدفاع عن حقوق المستضعفين في جميع ربوع الكون.