
النظام الايراني الذي طالما إدعى و زعم بعدائه للولايات المتحدة الامريکية، لايبدو الحال بينهما في ضوء مايجري على الصعيدين السوري و العراقي يوحي بذلك، حيث هناك ثمة تفاهم و تنسيق مفهوم من جانب المتابع لمجريات الامور بين الطرفين، وهذا التنسيق و التفاهم مبني على أساس مصالح الطرفين و لايأخذ مصالح شعبي العراق و سوريا بنظر الاعتبار، لکن هذا النظام الذي يزعم بأنه يواجه التدخلات الامريکية في المنطقة، لايمکن لأحد أن ينسى الدور الکبير و المشهود الذي أداه النظام الايراني من أجل الغزو الامريکي لأفغانستان و للعراق و الاطاحة بنظاميهما، وان سعي النظام في إبقاء جذوة الاتصالات”الحميمة”مع الامريکان باقية، تثبته الاحداث التي تجري على أرض الواقع و التي تصب جميعها لصالح الطرفين.
مسرحية روحاني و محاولة إظهاره و کأنه غاندي عصره، جزء من اللعبة الايرانية ـ الامريکية المفضوحة و المکشوفة و التي تريد ذر الرماد في الاعين و العمل من أجل منح الشرعية اللازمة لهذا النظام کي يبقى لفترة أطول، لکن الامريکان يعلمون قبل غيرهم بأن روحاني مجرد واجهة لايمکنه عمل أي شئ جوهري و مهم يمکن أن يغير من واقع الامور، إلا أنهم مع ذلك يجدون فيه شخصا يمکن أن يخدم المصاح المشترکة للطرفين.
تهافت النظام الايراني للإرتماء في الاحضان الامريکية و بشکل غير مسبوق، يأتي بعد أن برزت مجددا منظمة مجاهدي خلق على الساحة بعد أن أزاحت العوائق من أمامها و نجحت في لفت الانظام الاقليمية و الدولية إليها بعد أن کسبت عطفا و تإييدا شعبيا ـ سياسيا ملفتا للنظر على الصعيدين الاقليمي و الدولي، وبعد أن بدأت المنظمة تحذو سياسة تتسم بالکثير من الحصافة و المنطقية في سبيل ترسيخ و تقوية دورها على الاصعدة الايرانية و الاقليمية و الدولية، وان نشاطاتها و مؤتمراتها و تجمعاتها المختلفة التي باتت تتناقلها وسائل الاعلام الدولية بإهتمام بالغ، لم يعد بوسع النظام الايراني تجاهله و غض النظر عنه، ولعله وجد أن أقصر و أفضل الطرق تکمن في الارتماء في حضن”الخصم و الحکم” الامريکي، الذي کان للأمس القريب الشيطان الاکبر!!