
نظام الملالي الذي يعلم الشعب الايراني قبل العالم کله، أنه نظام لايمکن أبدا أن يسمح بأي متنفس او مجال للتحرك بالاتجاهات الاخرى، يتوجس ريبة من أي تحرك مضاد مهما مکان لونه او شکله او مضمونه، يواجه في هذه المرحلة الحساسة جملة خيارات تسير معظمها بإتجاهات في غير صالحه، خصوصا وان المعارضة الايرانية الفعالة و المؤثرة و المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و طليعتها منظمة مجاهدي خلق، صارت تلعب دورا کبيرا على صعيد الساحة الايرانية و باتت تفرض خياراتها و منطلقاتها و هذا مايثير هلعا و رعبا في داخل اوساط النظام و يدفعها لأخذ الاستعدادات و الاحتياطات غير المسبوقة من أجل درء الخطر الکبير القادم من هذه المنظمة التي سبق لها وان أسقطت عرش الطاووس، إذ أن منظمة مجاهدي خلق و بعد أن أعلنت في بدايات سيطرة الملالي على مقاليد الامور في إيران، رفضها لمشروع نظام ولاية الفقيه و لم تقبل به على الرغم من کل العروض المغرية التي قدمت له، ولما رفضت المنظمة الاغراءات المشبوهة فإن النظام لجأ الى لغة الترهيب و القوة، لکن فات النظام أن هذه المنظمة سبق لها وان جابهت نظام الشاه و لم تنصاع او تستسلم لکل الضغوط و الممارسات الارهابية التي مارسها الشاه ضدها، ولذا فإن المنظمة أصرت على موقفها الحدي الرافض لذلك المشروع الفکري ـ السياسي الذي الممهد لدکتاتورية جديدة تحت ظل الافکار الدينية المسيسة.
مجئ روحاني و الدعايات و المزاعم المبثوثة حوله، تهدف کلها وفي خطها العام الى التقليل من قوة دور و تواجد منظمة مجاهدي خلق في ساحة المواجهات، وان هذه المنظمة التي أکدت مرارا و تکرارا من أنه ليس هناك من حل إلا بإسقاط النظام الديني المتخلف فقط، حيث أن بقائه و استمراره يعني إستمرار حبل الکذب و الدجل و الکذب و التحايل، وان على المجتمع الدولي أن يعلم جيدا بأن روحاني ليس سوى دمية أخرى من دمى النظام يتم إستخدامه لدفع الاخطار و التهديدات القائمة إلا أن العمر الافتراضي لهذا النظام الدجال قد إنتهى و ليس هنالك أمامه سوى خيارين وهما: ترك الساحة بهدوء و اعلان فشلهم و الانسحاب من اللعبة السياسية، أو المواجهة الى النهاية و التي لن تکون لصالحه أبدا، ومن هنا، فإنه ليس هناك من حل عملي و واقعي إلا بإسقاط النظام و إحلال الحکومة الديمقراطية الحرة في مکانه.