وفيما تستمر المعارك في أكثر من جبهة في سوريا أعلن المجلس العسكري في دمشق أن الجيش الحر استهدف بواسطة سيارة مفخخة تجمعا كبيرا لوفد إيراني وعناصر حزب الله والشبيحة في شارع الأمين بحي الشاغور في قلب العاصمة دمشق، ومن جانبه أيضا بث التلفزيون السوري صورا قال إنها لانفجار عبوة ناسفة ألصقت بسيارة في منطقة البزورية في دمشق، أسفرت عن إصابات وأضرار مادية، لکن تأکيد أوساط مطلعة محايدة على أن هذه العملية النوعية للجيش الحر قد تمت بالفعل و أردت 42 من عناصر حزب الله و إيرانيين بقلب دمشق، وان هذه العملية النوعية التي تمت في الايام الاولى من إستلام روحاني لمهام عمله کرئيس لإيران، سلطت الاضواء بقوة على التدخل السافر للنظام الايراني في الشؤون الداخلية السورية، ويمکن إعتبارها في نفس الوقت بمثابة رسالة خاصة جدا لروحاني تدفعه لموقف أکثر إحراجا أمام المجتمع الدولي وهو في اول أيام ولايته.
لکن روحاني الذي يحاول عبر دعوته للمعارضة السورية للجلوس الى طاولة المفاوضات مع النظام القمعي في دمشق، هو نفسه الذي يدعو الغرب للجلوس مع نظامه على طاولة المحادثات لوضع حل سلمي للأزمة النووية لنظامه، لکن المشکلة تکمن في أن روحاني يعرض مشروعا او مقترحا للسلام على المعارضة السورية في ظل الحراب و تحت دوي مدافع قوات حرس نظامه و عصابات حزب الله المندفعة للداخل السوري من أجل نصرة الاسد و النظام الايراني، غير أن
روحاني يتناسى او بالاحرى يحاول تجاهل حقيقة أن الاوضاع المتأزمة بسوريا حصيلة إنتفاضة شعبية عارمة بوجه النظام و ليس إختلاف فريقين سياسيين على قضية محددة، انها مسألة صراع من أجل تقرير مصير النظام، تماما کما هو حال المقاومة الايرانية في صراعها مع نظامه إذ لاترضى بأية حلول بديلة او وسطية عوضا عن إسقاط النظام، وان إصرار الشعب السوري على الاستمرار في رفضه للنظام و مضيه قدما من أجل إسقاطه مهما غلت التضحيات، هو موقف يذکر تماما بموقف مشابه تماما للشعب الايراني و المقاومة الايرانية من النظام الايراني إذ أن الشعب الايراني برمته و المقاومة الايرانية لن تقبل إلا بخيار ذهاب النظام رغم أنفه صاغرا او إسقاطه، وان هذا الاصرار الثوري أصاب روحاني بنوع من الحيرة و التردد دفعته للتخبط في مواقفه المعلنة بشأن الاوضاع في سوريا، والحق أن الملف السوري قضية و موضوع أکبر بکثير من روحاني و منصبه الرمزي الذي و کما يقول العراقي”لايحل و لايربط”!