
الالتفاف على منظمة مجاهدي خلق التي بدأت تتجاوز الکثير من الخطوط الحمراء و البرتقالية للنظام و صارت تشکل تحديا بالغ الجدية للنظام خصوصا وان العديد من الاوساط السياسية الفعالة و دوائر قرار مهمة طفقت تهتم لطروحاتهم و وجهات نظرهم و تجعلها منطلقا و اساسا في تعاملها و تعاطيها مع النظام الايراني، هذا الموضوع يمکن القول أنه بالنسبة للنظام الايراني بخطورة ملفه النووي ان لم يکن أکثر، ذلك أن النظام إذا کان يريد إستخدام الاسلحة النووية”عند إنتاجه لها” لإبتزاز دول المنطقة و العالم، فإن منظمة مجاهدي خلق في ضوء تحرکا الحالي النشط و الفعال جدا يمکن إعتباره بمثابة قنبلة موقوتة خاصة لو إنفجر في المکان و الزمان المناسبين فإنه سيطيح بالنظام و يغير من شکل الخارطة السياسية في إيران، ولذلك فإن روحاني و في صميم الواجبات المناطة به يحاول عبثا و من دون طائل إيقاف هذا التقدم، وهناك إشاعات و مزاعم تبث هنا و هناك تفيد بأن روحاني قد يقدم أکثر من تنازل من أجل تحقيق تقدم بإتجاه إتفاق جديد بخصوص ملف منظمة مجاهدي خلق کما حدث قبل 15 عاما عندما أدرجت الادارة الامريکية المنظمة في قائمة المنظمات الارهابية في صفقة غريبة و فريدة من نوعها ثبت للعالم کله و لواشنطن بشکل خاص بأن الامر برمته کان بمثابة مخطط خاص وضعه النظام و تمکن عن طريقه من خداع الامريکيين و جعلهم يحددون من تحرك و نشاط أهم و أکبر فصيل معارض في إيران.
المشکلة التي لايفهمها النظام و قد لايستوعبها روحاني أيضا هي أن اليوم غير البارحـة تماما، وان قواعد اللعبة قد تغيرت بصورة غير مسبوقة و لم يعد بالامکان أبدا إبقاء منظمة مجاهدي خلق مجرد متفرج او مراقب في المدرج، لأن المنظمة قد کانت و لاتزال تعتبر لاعبا رئيسيا في الملعب الايراني، وان الذي يقصي هذا اللاعب ليس النظام ولا أمريکا و لا الغرب برمته وانما الشعب الايراني فقط، لکن الاخير و کما دلت و تدل مختلف المؤشرات و المعطيات صار يضع کل ثقته و إعتماده على هذه المنظمة من أجل تحقيق التغيير الکبير في إيران، وهو إسقاط النظام الديني و تحقيق الحرية و الديمقراطية له