
المجازر و المذابح التي أقدم عليها المجرم المعروف آية الله خلخالي، من خلال محاکماته غير القانونية و المفتقرة لأي بعد او جانب قضائي، وقيامه بإصدار أحکام الموت على الالوف من الشبان و الشابات الايرانيات، يمکن إعتباره مدخلا لفهم جوهر و طابع نظام الخميني و منذ بداياته الاولى، وان الجرائم التي إقترفها النظام ضد مختلف أبناء الشعب الايراني و في کافة أرجاء إيران قد فاقت بشاعتها و قسوتها الجرائم التي إقترفتها النظام الاستبدادية و الدکتاتورية في المنطقة و العالم، لکن الجريمة الکبرى التي أقدم عليها النظام بإعدام 30 ألفا من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الذين کانوا يقضون أحکاما قضائية في السجون، روعت ليس العالم وانما حتى أرکان النظام نفسه لمغالاتها في الوحشية و تنکرها لکل ماهو إنساني و سماوي و نبيل.
في شهر آب أغسطس من عام 1988، فاجأ خميني العالم کله و قبل عام من موته، بفتوى غريبة و غير مسبوقة عندما أعلن: :” الرأفة بالمحاربين سذاجة، حدية الاسلام ضد أعداء الله من الاسس الثابتة للنظام الاسلامي، آمل عن طريق غضبکم و حقدکم الثوري بالنسبة لأعداء الاسلام، أن تکسبوا رضا الله تعالى. السادة الذين يقع تحديد الموضوع بعهدتهم لايترددوا او يشکوا و يسعوا لکي يکونوا”أشداء على الکفار”. التردد في قضايا الاسلام الثوري بمثابة تجاهل الدماء النظيفة والطاهرة للشهداء.”، والمقصود بکلمة محاربين أي محاربين ضد الله و رسوله، وکأن خميني و أعوانه يحملون رايات و سيوف و رماح و مدافع السماء، وخميني هنا يقصد تحديدا الثلاثين ألفا من سجناء منظمة مجاهدي خلق في سجون النظام الايراني حيث کان الکثير منهم ينتظر الافراج عنه بعد أن أنهى محکوميته الظالمة، لکن خميني قرر و بدم بارد الحکم بإعدامهم جميعا و عدم الرأفة بهم و حتى أنه”أي خميني”، إنتقد جلاوزته من القادة الکبار ومن بينهم آية الله أردبيلي رئيس السلطة القضائية لأنهم أبدوا إستغرابهم من الفتوى و تساءلوا و إستفسروا عنها، لکن خميني أکد على فتواه و طالبهم بالاسراع مبينا أن من يسرع في حسم ملفاتهم و ينفذ احکام الاعدام بأسرع وقت ممکن فإنه يفي بالغرض المطلوب!
هذه الجريمة التي لايمکن أبدا إعتبارها مجرد جريمة عادية کسائر الجرائم الاخرى التي تحدث بين نظام إستبدادي و معارضيه، لأنها تجاوزت و إنتهکت کل القوانين و القيم و الاعراف المتعامل و المعمول بها، إذ أن الاحکام قد تم تنفيذها ضد أفراد سياسيين يتطلعون للحرية و الديمقراطية لشعبهم وهم أساسا سجناء رأي و فکر، وان تنفيذ أحکام الاعدام فيهم بهکذا فتوى قاسية مجردة من کل المعاني و القيم السماوية و الانسانية تدفع لضروة عرض قضيتهم على المحاکم الدولية لإنصافهم و الانتصار للإنسانية التي أهينت بهکذا ممارسة بربرية من قبل رجل يفترض فيه أنه عالم دين ولکنه و في حقيقة و واقع أمره ليس إلا هولاکو العصر بحق و حقيقة.