الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

المالكي وولاية فشل ثالثة

السياسة الكويتية – داود البصري : في عراق يزحف على بطنه بامتياز نحو نهايات وجولات دموية مريعة, يبدو منظر رئيس الحكومة العراقية وزعيم حزب “الدعوة” الإرهابي نوري المالكي مثيرا للسخرية وحتى التأمل وهو يجاهد مخلصا من أجل الاستمرار في الحكم عبر دورة رئاسية جديدة وثالثة ستكون ثابتة في الفشل والمعاناة, ويبدو أن السيد نوري أفندي المالكي بات يفضل مليا “النوم في العسل”! كما يتبين يوما بعد يوم حجم انفصاله المريع والواسع عن الواقع! فالذي يطمح لولاية رئاسية ثالثة عليه أن يقدم قبل أن يقدم على ذلك أو يتجرأ للتصدي للموضوع كشف حساب كامل لملفات الإنجاز التي قدمها خلال فترة ولايته العجفاء والمستمرة فصولا دموية متعاقبة منذ صيف ,2006 وحتى صيف الدم والدمار الحالي, وهي جردة حساب مريعة ومروعة لو حدثت في أي شعب من شعوب العالم لرأينا المالكي وعددا آخر من أقطاب حكومته قابعين في السجون منذ زمن طويل يدفعون ثمن انتهاكاتهم, وسرقاتهم, وفشلهم الكارثي, وحيث نجحوا وبامتياز في تحويل العراق لأفشل دولة في التاريخ, ولتألقهم العظيم والتاريخي في جعل وزراء حزب الدعوة من أكبر لصوص التاريخ كما كان حال وزير التجارة عبد الفلاح السوداني الذي نجح بالهرب بفريسته كما نجح المالكي بتألق في التغطية عليه!
ويبدو جليا أن المالكي وهو يستعرض انجازات حكومته الناقصة والتي يسد هو وحده فراغاتها القاتلة لا يطمح فقط لولاية ثالثة ولا حتى رابعة, بل لولاية أبدية ووفقا للمبدأ المالكي المعروف بنظرية “ما ننطيها” وحيث يبدو أيضا أنه مصمم على أن لا يسلم رئاسة المنطقة الخضراء إلا للمسيح عيسى بن مريم, وتماما كما كان خطاب داود بن علي العباسي بعد القضاء على دولة بني أمية!, ولعل من أكبر النكات التي أطلقها نوري المالكي, والتي تؤكد انفصاله عن الواقع هي قوله ان الأمن لم ينهر في العراق! وأن “الدنيا ربيع والجو بديع” والحياة في العراق “لونها بمبي”! رغم أن التظاهرات الشعبية المطالبة بالأمن والخدمات والشفافية, تعم العراق من أقصاه لأقصاه, وهي تدعو لمحاسبة الفاشلين وتطالب بالتيار الكهربائي الذي تحول على ايدي عباقرة نوري المالكي من المستحيلات كالغول والعنقاء والخل الوفي..!
حكومة كان عنوانها الفشل التاريخي الطويل, والمؤطر بات رئيسها اليوم يهذي بإنجازات وهمية ليس لها أي محل من الواقع العراقي التعيس المعاش, والغريب ورغم تبرم الشعب العراقي بمختلف طوائفه من حكومته المنهكة والمعزولة والخائفة والمتموقعة خلف أسوار المنطقة البغدادية الخضراء إلا أن مناورات وألاعيب بعض القوى السياسية العراقية باتت تحض الخطى نحو تكريس الأزمة وليس حلها كما هو حال حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وهو حزب الرئيس العراقي جلال طالباني, وحيث أعرب أحد قادة الحزب وهو فؤاد معصوم عن عدم معارضته لولاية حكومية ثالثة للمالكي بحجة أن الدستور العراقي لم ينص صراحة على عدد فترات رئاسة الحكومة! وهو موقف انتهازي مناف للديمقراطية الصحيحة, والتي تأخذ في الاعتبار مطالبات الشعب إضافة إلى الرؤية الواقعية التي تقيم الانجازات الميدانية, وهي تحت الصفر في حالة حكومة المالكي, وبرغم تضرر كل العراقيين, سنة وشيعة وعربا وأكرادا, من سياسات حكومة المالكي وممارساتها الرثة, إلا أن لحزب الرئيس حسابات مصلحية أخرى تتعلق بمصالح انتهازية صرفة? وبرغم أن حجم الصراعات البينية بين أطراف التحالف الطائفي الحاكم هي التي تحكم مستقبل السلطة, إلا أن لرأي الشارع العراقي دور مهم وفاعل في تقرير ما سيكون, خصوصا وأن هروب مئات السجناء الخطيرين من السجون العراقية أخيرا كانت بمثابة الدليل الناصع والحجة الأقوى على سقم وفشل السياسة الأمنية كما هي حال السياسات الاقتصادية, والخدمية, والسياسية الأخرى.
لا عنوان لحقبة نوري المالكي سوى الفشل العريض! ولا هوية تميز حكومة الفاشلين سوى هوية الفشل المقيم والدائم! العراق يغلي اليوم فوق بركان هادر, وحوادث الأيام المقبلة سترسم نهايات تراجيدية لصراعات دموية في أرض السواد والعذاب… والكهرباء المقطوعة!    
* كاتب عراقي