وكالة سولا پرس: بقلم : مثنى الجادرجي: مرة أخرى، يعود نظام الملالي لإبراز عضلاتها من خلال الجهاز القضائي العراقي بإصدار حکم إعدام جديد بحق غريمها طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي و مسوغ إصدار الحکم هو التحريض على إغتيال ضابط أمن.
طارق الهاشمي الذي سبق وأن بادر النظام الايراني الى إصدار حکم الاعدام بحقه من قبل نفس المحکمة في التاسع من أيلول الماضي بتهمة الحريض على قتل المحامية سهاد العبيدي و العميد طالب بلاسم و زوجته سهام اسماعيل، يبدو أن عدم إکتراث دول المنطقة بالحکم الاول و إستقبالها للهاشمي بصفته الرسمية، قد أغاض ملالي إيران فدفعهم لکي يحثوا حکومة المالکي لإصدار حکم إعدام جديد يکون بمثابة رسالة الى دول المنطقة، ومن المؤکد أن إستمرار عدم الاکتراث و اللاأبالية من جانب دول و حکومات المنطقة ازاء حکم الاعدام الجديد الصادر مرة أخرى بحق طارق الهاشمي”وهو أمر في حکم اليقين”، فإنه من المرجح جدا أن يبادر ملالي إيران لإصدار حکم إعدام جديد بحق الهاشمي و هکذا هلم جرا حتى قد يصل الامر الى إصدار أحکام إعدام بالجملة بحق الهاشمي!
النظام الايراني المحاصر و المخنوق سياسيا و إقتصاديا، لم يبق له الدهر من صديق و حليف سوى حکومة نوري المالکي و حکومة نجيب الميقاتي الحزب اللهية، ولذلك فإن هذا النظام و بعد أن تقطعت به السبل و قصوا من قوادم ريش جناحيه و حددوا من فضائات طيرانه، فلم يعد أمامه من مجال سوى العراق و لبنان، ولهذا فإن إغتيال العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في لبنان خلال الفترة الماضية و إصدار هذا الحکم في الاول من نوفمبر تشرين الثاني 2012، يؤکدان هذه الحقيقة و يثبتان للمنطقة و العالم بأن نظام الملالي وهو في الوقت بدل الضائع من عمره غير الميمون، قد بات يلجأ لإستخدام نفوذه بصورة أشبه مايکون بالسعار السلطوي!
بالامس، أثلج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله قلوب شعوب المنطقة عندما قام بإستقبال طارق الهاشمي من دون أن يأبه لذلك الحکم المزيف و المختلق و الطائفي الى النخاع الصادر بحق هذا الرجل، والحق أن هذا الموقف و من قبله موقف السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الترکي، تعتبر بمثابة تأکيدات سياسية ذات مغزى عميق لحکومة المالکي و نظام الملالي من خلفهم من أن دول المنطقة لن تسمح بالتمادي و عبور و تجاوز الخطوط الحمراء ولذلك فإنها تقول و بصريح العبارة أن الاعدامات الصادرة عن قضاء مسيس و خاضع لنفوذ ملالي إيران لن تعتبر مقبولة و لايمکن الاعتراف بها من جانب دول المنطقة و العالم خصوصا بعد التغييرات الکثيرة التي طرأت على المنطقة و العالم.
المواقف العربية و الترکية و حتى موقف إقليم کردستان العراق الايجابية من طارق الهاشمي، و على الرغم من أهميتها و ضرورتها، لکنها تبقى غير کافية و لن تؤدي دورها المطلوب مالم تتخذ آلية مناسبة لتفعيل موقف إقليمي و دولي يضع حدا للتدخلات المشبوهة و غير المقبولة لنظام الملالي في الشؤون الداخلية للعراق و لبنان بصورة خاصة و دول المنطقة الاخرى بصورة عامة، وعلى دول المنطقة أن تدرك ثمة حقيقة هامة جدا وهي أن هذا النظام مالم يتم تلقيمه حجرا و مواجهة تحرکات بالمثل، فإنه سيتمادى غيا و سيعيث فسادا في الارض، فهل ستعي دول المنطقة هذه الحقيقة و تأخذها بنظر الاعتبار؟