الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

معاناة الاشرفيين مستمرة

خلفيات الازمة
ايلاف  – حسن طوالبه : الاتفاق الذي تم بين الحكومة العراقية ومسؤولي مخيم أشرف تحت اشراف الامم المتحدة، لنقل الاشرفيين من مخيمهم الذي يعيشون فيه منذ 25 سنة الى مخيم الحرية ( ليبرتي )،اتفاق تم بناء على ضغوط من جهات دولية، وبالذات من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والولايات المتحدة الامريكية،والاتحاد الاوروبي، البرلمانات الدولية وجهات عراقية.

كل هذه الجهات طالبت بحل سلمي انساني لسكان مخيم أشرف. وعندما اعلن عن الاتفاق استبشر المعنيون خيرا بأن حلا قريبا سيكون للاشرفيين دونما أي ضرر بهم. ولكن لم يمض وقت على توقيع الاتفاق، ولم يجف حبره، ظهرت التصريحات المبيتة من نظام الملالي في ايران ومن اعوانهم في المنطقة الخضراء في بغداد أضمرت الحقد والشر ضد الاشرفيين.
لقد وضعت الحكومة العراقية المأزومة العديد من العراقيل ضد عملية تنفيذ الاتفاق منها : اختيار معسكرليبرتي الذي استخدمته القوات الامريكية قرب مطار بغداد الدولي، اذ لنا ان نتصور معسكرا للجيش هجره جنوده المهزومون نفسيا،فهو عبارة عن بركسات أيلة للسقوط، ومرافق قديمة لم تعد صالحة للاستخدام البشري.ومع ذلك فان حكومة المالكي اقتطعت مساحة واسعة من المعسكر الذي تبلغ مساحته 40 دونما، وابقت مساحة صغيرة لسكن الاشرفيين، محاطة بالكتل الكونكريتية لتكون بمثابة السجن المحكم. والمشكلة الاخرى او العقبة الثانية هي تعنت حكومة المالكي بعدم السماح للاشرفيين بنقل ممتلكاتهم من سيارات خاصة سبق ان استوردوها من ملكهم الخاص بعلم الحكومة العراقية وموافقتها الجمركية وكذلك عدم الموافقة على نقل المعدات الاخرى من مولدات الكهرباء واجهزة تنقية الماء والسيارات الكبيرة الخاصة بنقل النفايات، اضافة الى عدم الموافقة على نقل المعدات الطبية.
المالكي واشرف:
وقبيل عملية النقل من مخيم اشرف الى ليبرتي فرقع المالكي تصريحا خاصا بقناة ( العالم ) الايرانية الناطقة باللغة العربية، حول نية حكومته ازاء الاشرفيين، فقال إن منظمة مجاهدي خلق «متورطة بقتل وإرهاب، محكوم عليها دولياً بالإرهاب… لذلك لا يمكن أن نسمح لا دستورياً ولا من حيث حسابات المصلحة أن تكون هذه المنظمة موجودة على أرض العراق…».
ثم اعترف بالأعمال القمعية والإجرامية ضد سكان مخيم أشرف، قائلاً: «مارسنا الضغط عليهم… كاد الموقف أن ينهي وجودهم يوم31/12/2011، وفعلاً كنا مهيئين كل الإجراءات اللازمة لإنهاء هذا الوجود بأي شكل من الأشكال.. حصلت وساطات وتدخلات من أمين عام الأمم المتحدة كما اتصل بنا شخصيات و مسئولين من موقع الحرص، ولكي لا تتحول إلى مواجهة معهم. ولكن تمت اتفاقية مع الأمم المتحدة تتولى هذه العملية.. وسينقلون إلى مخيم جديد إلى معسكر جديد قرب المطار». واضاف : «الآن عندنا 121 أمر قبض بحق عناصر موجودين داخل مدينة أشرف من المجرمين المتورطين بالجرائم…».
ثم هدد قائلا : «تحملناهم كثيرًا نتحملهم الأربعة أشهر القادمة ونرى الأمم المتحدة هل ستتمكن أو لا. إذا ما تمكنت سنتصرف نحن باعتبارنا نحن أصحاب البلد والسيادة وهذا خرق في سيادتنا أن توجد مثل هكذا منظمة».
ان هذه التصريحات الاستفزازية تؤكد النية المبيتة لدى المالكي ولدى ملالي ايران، بأن لا يحصل خروج أمن للاشرفيين، بل لابد من حدوث مذبحة جديدة ضدهم، ولاسيما عندما ينفذ المالكي وعوده لاسيادة الملالي بأن يسلمهم قيادات منظمة مجاهدي خلق، ان النظام الإيراني وبالتعاون مع الحكومة العراقية ينويان إفشال الحل السلمي لقضية مخيم أشرف، وهو الحل الذي شدد عليه المجتمع الدولي بما في ذلك الوزيرة كلينتون والبارونة إشتون والأمين العام للأمم المتحدة، وبهدف تحقيق هذا الاتفاق تنازل الاشرفيون حتى الآن عن العديد من حقوقهم الثابتة.
 كوبلر واطلاعات على الخط :
لقد مارست قوات المالكي كل عمليات التنكيل والمماطلة بوجه الوجبات التي تم نقلها من اشرف الى ليبرتي خلال الشهور الماضية، بهدف اذلال الاشرفيين وايصالهم الى حالة اليأس، وهي خطة الاطلاعات الرامية الى ايصالهم الى اليأس واجبارهم على العودة الى ايران بالقوة او بالترغيب، ووصل الامر الى حد تناغم السيد كوبلر مع هذا المخطط الايراني، حيث اخذ يميل نحو حكومة المالكي، ويضع اللوم على الاشرفيين، والادعاء انهم يعرقلون عملية النقل الى ليبرتي، في حين تجاهل كل التزامات الامم المتحدة والحكومة العراقية ازاء الاشرفيين، وتأمين احتياجاتهم الانسانية ولاسيما في شهر رمضان الذي قارب على الانتهاء، حيث منع عليهم دخول المواد الغذائية، او تأمين احتياجاتهم من الماء والعلاج والامان.
إن تصريحات المالكي وإجراءات حكومته تعتبر خرقًا سافرًا لمذكرة التفاهم التي أبرمتها الحكومة العراقية يوم 25 كانون الأول (ديسمبر) 2011 مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورسالة الممثل الخاص إلى سكان مخيم أشرف بتاريخ 28 كانون الأول (ديسمبر) 2011، وتظهر بوضوح أن المالكي ينوي تحويل مخيم ( ليبرتي) إلى سجن لسكان مخيم أشرف بتوقيع الأمم المتحدة، وبممارسة الضغط عليهم للاستسلام وتسليمهم الى ملالي إيران ليواجهوا المصير الذي واجهه رفاقهم اليوم ومن قبل، وهو الاعدام، اذ ان نظام الملالي اعدم في الايام القليلة الماضية عشرات الايرانيين بدعوى انهم من مجاهدي خلق، او انهم زاروا اقرباءهم في مخيم اشرف من قبل.
اوضاع الاشرفيين في ليبرتي
الاوضاع المزرية التي يعيشها الاشرفيون في ليبرتي من شتة شهور وحرمانهم من الحرية الشخصية التي ضمنتها رسالات السماء والقوانين الوضعية، اكدها تقرير الفريق العامل بالاحتجاز الاعتباطي التابع لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة المرفوع الى الجمعية العامة للامم المتحدة، واكد ان السكان محرومون من الحرية، وهم محجوزون بشكل اعتباطي، داخل سور بارتفاع اربعة امتار، ولا يسمح لهم بالخروج. انهم يعيشون في سجن كبير حقا.
ومن الغريب ان حكومة المالكي تتنكر لحقوق الموتى وتحرمهم من الدفن، لقد جرح المئات من الاشرفيين في مجزرتي 2009 و2011، وقد توفي اثنان منهم هما : حمد الله رحماني و محمد علي طاطائي منذ 50 يوما ولم تسمح السلطات العراقية بدفنهم في مقبرة اشرف الى جانب اقرانهم واهلهم زيادة في التنكيل والتعسف واللااخلاقية التي يتسم بها العربي المسلم. كما لم تسمح بدفن جثة المهندس ( برديا امير مستوفيان ) بعد 5 اشهر، حيث توفي حال وصوله الى ليبرتي في شهر اذار الماضي. وكما يقول المثل ” هذه الطينة من العجينه “، فالمسؤولون العراقيون عن ملف اشرف ينفذون اوامر اسيادهم في ايران واتباعهم في حزب الدعوة وحكومة المالكي.
الازمة السورية وتأثيرها على الاشرفيين:
العلاقة الاستراتيجية بين نظامي الاسد والملالي معروفة الاهداف والتوجهات منذ اربعة عقود، وقد تجلت هذه العلاقة في الانحياز الاسدي الى جانب الملالي في الحرب العدوانية التي شنها الملالي ضد العراق طيلة ثماني سنوات، ومن اصطفاف نظام الاسد ونظام الملالي الى جاني التحالف الثلاثيني عام 1991 ضد العراق. ومن خلال الارض السورية والنظام الطائفي فيها تمددت ايران الملالي الى لبنان والى فلسطين، وصار له اتباع ينفذون اجندته الطائفية للانتقام من العرب ومن مشروعهم النهضوي والوحدوي التحرري.
من هذه الخلفية لا نستغرب دفاع الملالي عن نظام الاسد والاستماتة في الدفاع عنه رغم الانتفاضة الشعبية السورية المطالبة بالاصلاح في البداية ومن ثم المطالبة باسقاط النظام الذي تجاهل مطالب الشعب في الاصلاح والحرية. وقد تجلت هذه العلاقة وانفضحت بعد اعتقال 48 عنصرا من الحرس الثوري ومن قوات القدس حصرا من قبل الجيش السوري الحر. اول الشهر الجاري، وهؤلاء جزء من مجموعة مكونة من 150 عنصرا وصلوا الى سورية عبر رحلة جوية على متن طائرة تعود لشركة يملكها الحرس الثوري.
منذ ان حصلت هذه القصة ونظام الملالي يتحرك بسرعة في محاولة لايجاد حل للازمة السورية من منظور ايراني ينسجم مع طموحات الاسد في البقاء في السلطة.
نظام الملالي ينكر ان المعتقلين هم من الحرس، بل هم من زوار الاماكن المقدسة لدى الشيعه، ومنها مقام السيدة زينب قرب دمشق. ولكن نظام الملالي اوقع نفسه في مطب اعلامي كبير، اذ سبق لمسؤولين في نظام الملالي ان صرحوا بان الزيارات قد توقفت بسبب الاوضاع الامنية في سوريه،. ومنها :
1. مسؤول في الخارجية الايرانية صرح بانه توقف ارسال الزوار الى سورية بسبب الوضع الامني.
2. السفارة الايرانية في دمشق اعلنت وقف زيارات الايرانيين الى سورية.
3. مسؤول الحج ( الملا شهسواري ) قال ليس لدينا اي زائر في سورية.
هذه التصريجات زادت من تورط نظام الملالي في سورية، فهي طرف في النزاع وليس طرفا محايدا كما تحاول ان تصور دورها في الازمة السورية. وقد انشغل النظام في طهران بالازمة السورية منذ بديتها، ولكن الاهتمام برز اكثر بعد تصاعد الازمة في سوريه ووصول نظام الاسد الى نفق مظلم. وقد انشغلت جهات عدة في دعم نظام الاسد ومده باسباب القوة المادية الاعلامية ةالدبلوماسية لتمكينه من الصمود بوجه المعارضة سياسيا وعسكريا ولاسيما بعد تصاعد عمليات الجيش السوري الحر. من هذه الجهات الداعمة :
1. جيش القدس شكل لجنة ازمة خاصة لمتابعة الوضع في سوريه بزعامة ( حاج حيدر ) قائد قوات القدس في لبنان وسوريه.
2. متابعة من ( رضا موسوي ) المسؤول عن فيلق لبنان.
3. لجنة اسناد اقتصادية يقودها ( حسن كاظمي قمي ) الذي شغل موقع سفير ايران في بغداد، وله صلات قوية مع السلطة في بغداد ومع التجار والمقاولين.
يدرك نظام الملالي حراجة موقف نظام الاسد ولذلك قام سعيد جليلي امين المجلس الاعلى لامن نظام الملالي بزيارة الى دمشق مؤخرا وتباحث مع الاسد حول الوضع في بلده، وعرض عليه مقترحا بدعوة عدد من الدول المعنية بالازمة السورية للاجتماع في طهران لبحث الازمة السورية. وبالفعل وجهت دعوات الى الدول الاتية : ( العراق، باكستان، زيمبابوي وقد وزراء خارجية هذه الدول، وحضر سفراء او مندوبين عن الدول الاتية : افغانستان الجزائر اندونيسيا الاردن بيلاروسيا الصين كوريا الاكوادور جورجيا عمان روسيا سيريلانكا السودان طاجيكستان تونس تركمانستان فنزويلا الامم المتحدة ) ولم تحضر كلا من الكويت ولبنان، ولم توجه الدعوة الى الدول الغربية والولايات المتحدة او الدول العربية المعنية بالازمة مثل السعودية وقطر.
نظام الملالي يحاول بكل السبل انقاذ نظام الاسد، وقد عبر اكثر من مسؤول عن الخوف من انهيار نظام الاسد، وقد اوصى خامينئي بدعم نظام الاسد ” لان مصيرنا مربوط به “. وقال ولايتي مستشار خامينئي للشؤون الدولية ” اذا سقط بشار فان محورنا الاقليمي سينهار “، وهكذا اصبح شبح سقوط نظام الاسد كابوس يؤرق نظام الملالي.
* كاتب أردني