محمد جعفر صحرارودي أحد قادة "قوات القدس" في العراق المسؤولة عن تفجير العنف الطائفي
السياسة الكويتية- 20 مايو 2007
بقلم – د. سنا برق زاهدي*:
في التقارير التي نشرت في الصحافة العربية والعالمية عن مؤتمر شرم الشيخ, كان التركيز على اللقاء العابر بين كوندوليزا رايس و منوشهر متكي, وهل هكذا يذوب الجليد بين الولايات المتحدة الاميركية ونظام الملالي في ايران
يبدو ان المؤتمر شارك فيه اكثر من خمسين دولة, من بينها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والدول الثماني الصناعية, وكذلك دول الجوار العراقي وعديد من الدول الاخرى بهدف البحث عن حل للمشكلات التي يعاني منها الشعب العراقي المغلوب على امره. فلماذا أخذ هذا الحدث- الذي لم يحدث كما كان متوقعا – الحيز الاكبر من معطيات هذا المؤتمر الدولي الكبير? خاصة اذا نظرنا الى الواقع العراقي الدامي بفعل سياسة الملالي وقادة الحرس وقوات "القدس"?
الهدف من هذا المقال التركيز على نقطة اخرى لم يأخذها احد في الحسبان. وهي تركيبة الوفد الايراني في هذا المؤتمر. فلم يتكلم احد عن هذه التركيبة حتى النظام الايراني نفسه. ولما تابعت الموضوع وتصفحت كل الصحف ووالوكالات الايرانية وجدت انها اعلنت ان "منوشهر متكي كان على رأس وفد مكون من الديبلوماسيين والخبراء" شاركوا في هذا المؤتمر. وكان من ضمن اعضاء هذا الوفد محمد علي حسيني الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية, وعباس عراقجي مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والبرلمانية, ومحمد رضا باقري نائب وزير الخارجية لشؤون العرب وافريقيا, وحسين امير عبداللهيان رئيس اللجنة الخاصة بالعراق. لكن كان هناك شخص آخر ضمن هذا الوفد وكان الشخص الثاني فيه وهو "محمد جعفري" من هو هذا الرجل?!محمد جعفري يتولى في الوقت الحالي منصب مساعد أمين المجلس الاعلى للأمن الوطني للنظام للشؤون الامنية, واسمه الكامل هو "محمد جعفري صحرارودي" ومحمد جعفري صحرارودي. ارهابي معروف ملاحق دولياً وكان قائد معسكر رمضان سابقا (المقر الذي يقع في مدينة كرمنشاه و كانت مهمته العمل في العراق) وأحد قادة »قوات القدس« وهو من كبار مسؤولي الارهاب والقتل في العراق.
وقد انخرط جعفري في قوات الحرس في بداية تشكيل هذه القوات بعد الثورة, وشكل عام 1985 معسكر "رمضان" والألوية العملياتية الخاصة لتنفيذ العمليات الارهابية في العراق. حيث كان محمود احمدي نجاد الرئيس الحالي أحد قادة هذه الالوية. واصبح بعد قيادته معسكر رمضان مساعدا لقائد »قوات القدس« ثم رئيسا لدائرة المخابرات والعمليات في قوات الحرس, ومن ثم قائد القوات البرية في هذه القوات.
وبعد مجيء احمدي نجاد الى الرئاسة اصبح مساعد الشؤون الامنية لامين مجلس الامن الوطني للنظام.
وقد تولى جفعري صحرارودي قيادة فرقة اغتيال الامين العام لحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني الدكتور عبدالرحمن قاسملو واثنين من رفاقه هما عبدالله قادري آذر و فاضل رسول في فيينا في 13 يوليو 1989. ولأنه اصيب اثناء العملية تم اعتقاله جراء ذلك على يد الشرطة النمساوية. لكن وبفعل الضغوط والتهديدات التي مارسها النظام على الحكومة النمساوية أخلت سبيله فعاد الى طهران, وتم استدعاء السفير النمساوي في طهران آنذاك مرات عدة الى الخارجية الايرانية وتم تسليمه مذكرات احتجاج ووجهت اليه انذارات بانه اذا لم يعد صحرارودي الى طهران فان اعضاء السفارة النمساوية في طهران سيتعرضون للتهديد. وجديد بالذكر بان المسؤول الذي كان يستقبل السفير ويهدده هو منوشهر متكي الذي كان آنذاك المسؤول عن شؤون اوروبا الغربية في الخارجية الايرانية.
وبعد عودة صحرارودي الى طهران, وبعد ما تقدمت التحقيقات حول عملية الاغتيال واتضح ان محمد جعفري كان فعلا قائد فرقة الاغتيال, صدرت مذكرة دولية باعتقاله من قبل القاضي النمساوي الموكل إليه ملف عملية الاغتيال. (صورة من هذه المذكرة الدولية منشورة في الصفحة).
وكان من ضمن المهمات التي اوكلت إلى محمد جعفري صحرارودي وبأمر من خامنئي قيادة المجموعات الخاصة لاغتيال زعيم المقاومة الايرانية مسعود رجوي في العراق ( جاء تفصيل ذلك في بيان لمنظمة مجاهدي خلق بتاريخ 20 ابريل 2003).
وعند ما داهمت القوات الاميركية مركزا خاصاً بالنظام الايراني في مدينة اربيل في 11 يناير الماضي واعتقلت خمسة من الضباط الايرانيين, كانوا في الحقيقه يبحثون عن محمد جعفري صحرارودي وشخص آخر من قادة »قوات القدس«, وهذا ما صرح السيد فؤاد حسين رئيس مكتب الزعيم الكردي السيد مسعود البرزاني, لكن محمد جعفري كان غادر العراق قبل ذلك بفترة قصيرة.
وقد كتبت صحيفة »واشنطن بوست« بتاريخ 14 ابريل 2007 في هذا المجال ما نصه: »بناء على تصريحات المسؤولين الاميركيين فان الولايات المتحدة قد استهدفت في شهر يناير اثنين من الايرانيين الكبار, الجنرال منوشهر فروزندة رئيس استخبارات حرس الثورة, ومحمد جعفري مساعد رئيس المجلس الاعلى للامن الوطني, لكنهما افلتا من الاعتقال«.
وجاءت مشاركة محمد جعفري صحرارودي في مؤتمر شرم الشيخ بصفته احد اعضاء الوفد الايراني تحديا للمجتمع الدولي, خاصة وانه كان هدف العملية التي قامت بها القوات الاميركية في اربيل. لان الرجل المطلوب من قبل الاميركان ومن قبل القضاء النمساوي جاء ليجلس وجها لوجه مع كوندوليزا رايس ووزراء خارجية خمسين دولة غربية وغيرها.
نعم, ان مهادنة المجتمع الدولي وعدم استخدام الحسم تجاه ارهاب النظام الايراني في العراق قد شجعا هذا النظام على أن يرسل أحد المحترفين في الارهاب الدولي والملاحق قانونياً في النمسا الى اجتماع دولي مهم كمؤتمر شرم الشيخ. واعتقد ان هذه المبادرة من قبل النظام الايراني تعتبر انذارا لجميع الدول العربية والاسلامية. لأنه عندما نرى أن الدول العربية, وبشكل خاص مصر, لايهمها هوية عضو الوفد الرسمي للنظام الايراني, فإن هذا النظام يتجرأ لان يرسل قادة الارهاب الى العراق والى سائر الدول العربية ليقوموا بمهماتهم الارهابية.
* رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية
المرفقات:
1- أصل وثيقة مذكرة توقيف بحق محمد جعفري صحرارودي من قبل القضاء النمساوي.
2- ترجمة مذكرة توقيف باللغة العربية.
3- صورة محمد جعفري صحرارودي عند ما كان راقد في المستشفي في فيينا عام 1989 بعد عملية الاغتيال.
4- صورته في الموقع لوكالة انباء فارس الرسمية.
5- صورته التي نقلتها وكالة رويترز للانباء في مؤتمر شرم الشيخ.